الاثنين، 11 مايو 2009

يا وزارة التربية.. على من تكذبين؟



يبدو أن وزارة التربية الكويتية فقدت إحساسها بمواطنتها، فلم تعد ترى سوى عقيدة المتطرفين والتكفيريين لتجعلها "مما أجمع عليها علماء السنة دون التركيز على مذهب فقهي معين"، وكأن التكفير والتبديع والتحريض على قتل ابناء الطائفة الشيعية الكويتيين هو منهج ديني لا جدال فيه!
بهذا التبسيط المخل والمخجل طلع علينا الموجه العام للتربية الاسلامية احمد المنيفي بتصريح غريب يثبت فيه قناعة وزارة التربية بما ورد في منهج الصف العاشر في مادة التربية الإسلامية والذي يشنع بالمعتقدين بالتوسل وزيارة القبور من المسلمين، ويحرض عليهم ويدعو لقتلهم!
بهذه العقلية هل يمكن اخماد الفتن التي تنشب بين ابناء الوطن الواحد بسبب منهجية التكفير التي تغلغلت الى مناهج التدريس وأصبحت من الثوابت التي يتم الدفاع عنها من قبل المسئولين في الدولة وليس من الاحزاب والجماعات التكفيرية في البلد؟!
بهذه العقلية هل يمكن اصلاح واقع التعليم وهناك مسئولون في وزارة التربية لا يقرؤون حتى فقرات من منهج أثيرت حوله الكثير من ردود الفعل في الساحة المحلية؟!
اقرأوا معي واحكموا..
ومن الحق التساءل هل قرأ الموجه العام هذه الفقرة حتى يقول "ان مناهج التربية الإسلامية تحترم جميع الأديان والطوائف ولا تمس بطائفة معينة أو مذهب، كما انها تعزز تعاليم الدين الاسلامي وتسعى الى تثبيت العقيدة في نفوس الطلاب وتبصيرهم بأمور دينهم"!
تحت عنوان "نواقض التوحيد" في الدرس الخامس من منهج التربية الاسلامية للصف العاشر جاء هذا النص: "الشرك نوعان: أ- الشرك الأكبر: وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله سبحانه وتعالى كالدعاء لغير الله عز وجل أو التقرب بالذبائح والنذور لغير الله عز وجل من القبور والجن والشياطين والخوف من الموتى أو غيرهم أن يضروه أو يمرضوه وعبادة غير الله كالذين عبدوا العجل والكواكب والأحجار والأصنام قال تعالى " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ .... " .
ثم يضع جدولا يفرق فيه بين حكم الشرك الأكبر والشرك الأصغر فيذكر أنه من حيث العقيدة الشرك الأكبر يخرج من ملة الإسلام، ومن حيث العقوبة فعقوبة الشرك الأكبر هي إباحة دم المشرك وماله وخلوده في النار!
هل هناك تحريض بالقتل وتكفير اكثر من ذلك؟
هل يستطيع مسئولو وزارة التربية ان يضمنوا حقن دماء أبناءنا اذا فهم احد أبناء المتطرفين المعنى الحقيقي لهذه الفتوى ونفذها بحق زميل له في الفصل او المدرسة يعتقد بالتوسل والشفاعة؟!
الذي يبدو لي، أن مسئولي وزارة التربية في دولة الكويت بدءوا يصدقون أكاذيبهم وصاروا يفلسفون الأخطاء التي تحتويها مناهج التربية الإسلامية، وهي كثيرة لعل هذه الفقرة التي يطالب الكثير في الكويت بحذفها ما هي إلا صورة صارخة من الاعتداء على عقائد ابناء الكويت من المواطنين الشيعة، بل وحتى أغلب السنة!

هناك 8 تعليقات:

  1. تطرقك حق هالموضوع صراحةً يسعدني
    أنا طالبه , ودرست هالمنهج المعقد
    ما أخفي عليك , أبلة الإسلامية يوم خذينا هالدرس
    طبت فينا بشكل مو طبيعي , لي درجه إن البنات نوو يروحون حق الناظره بس قلنا مانبي نكبر الموضوع ,
    تقول أبلتنا الله يسلمك خلال شحرها طبعا : بنات اللي يروحون يتوسلون بالقبور ويتبركون فيه ترى هذيل كفار , بالله أكو احد يتوسل بميت شهالخرافات , بنات لا يأثرون عليكم ولا يغرونكم يقولولكم إنهم يقضون حوائجم و ...... إلخ
    .
    شي يحز بالنفس والله , مشكور أخوي

    ردحذف
  2. كل سنة تتجد هذه المعاني وتقوى في المناهج والمطالب تزداد ونرى الرد هكذا ...

    وفي كل سنة وفي كل فصل وفي كل مدرسة يتم الاعتراض على هذه الجمل لكن دون فائدة ..

    سؤالي لموجه الاسلامية ... هل انتهت مواضيع الاسلامية حتى نتكلم على تلك المواضيع الحساسة التي تمس بالطرفين ..


    لكن عار المنهج يبقى عار ... وهناك الكثير من الوقفات في المناهج !

    شكرا استاذي سيد ضياء ... واتمنى لك الاستمرار

    ردحذف
  3. مناهج التربية الإسلامية منذ أن درست شخصياً في المراحل الدراسية كانت بنفس الطريقة ومسيئة وتصنع صدامات داخل الفصل الواحد!، والأمر المضحك الذي أفتخر به إلى الآن هو قوة الشباب الشيعة في الرد على الشبهات التي يطرحها أغلب المدرسين الفقراء علمياً.

    ولكن هذا المنهج حقق المطلوب منه في الوقت الحالي، فما درسناه في الصغر بدأت آثاره وبدأنا نشاهد حرب طائفية خفيّة في البلد .. والحرب هذه بها جميع أنواع الأسلحة، الحروف والأقلام والدفاتر واللسان والأذن والعين كُلها تشير إلى أمر واحد .. " إحموا الناس من التكفير ".

    ردحذف
  4. في الفتره الحاليه هذه اخذت هذا الموضوع و جلست بالفصل حالي كحال اي طاولة او اي كرسي بالفصل لم انطق بكلمة او احرك ساكن لأني ادرك جدا بأن عقيدتي و مذهبي صحيح وواضح وضوح الشمس

    لكن يوجد الكثير من الطلبه الشيعه الملتزمين وخاصة بمنطقة "الرميثيه" يدركون التعامل مع الاشكال القبيحه

    لم لا بلأول يعدلون مذهبهم و يتناقشون و من ثم يأتون بمواضيع عقيدتنا الشريفه

    ردحذف
  5. شي غريب 000
    لي متى ماندري .. لازم تكون هناك وقفة جادة من المعنيين في الوزارة خاصة من ابناء الطائفة ,, و جود الدكتور منصور غلوم و جعفر العريان و غيرهم مؤشر على ان نرفع لهم القضية

    ردحذف
  6. عسى الله يستر على ديرتنا و يحميها من شر الناس اللي ناوين يخربون الديرة بالطائفية و تكفير المخالف عنهم

    و يعطيك الف عافية اخوي

    ردحذف
  7. طالبه برميثيه 25 فبراير5 يونيو 2009 في 8:55 ص

    فعلا اسعدني هذا الموضوع جدا وشرح لي صدري
    فعلا نحن الطلاب الشيعه نتعرض لتلك المواقف ومما يؤدي لتفلسف المعلمه للماده وتكفر هي بالقول المباشر وضرب الأمثال علينا ونحن دون حراك ولكن بعض الفقهاء الشيعه يوضحون لها المسأله ولكن تجزمهم بالسكوت وعلامة الرفض انها تريد بأكمال الساعه الدراسيه ولا تريد ان تتطرق لطائفيه هل يعقل !!! وماذا عن كل الذي قالته

    وهناك مواضيع يجب ان تطرح في المنهج تكون اكثر افاده من تلك المواضيع الذي تثير في نفس الطلاب الحراك الطائفي والحزازيات وشكرا اخي الفاضل

    ردحذف
  8. ربنا يهديك ويهدينا إلى الحق أنتم من يريد الفتنة ويسعى إليها حسدا منكم فاتقوا الله فأنتم راجعون إليه واعلموا أن المستحق للعبادة ومن له صفات الكمال هوالله وحدة ومن دونه عباد له فاتقوا الله واعبدوا الله وحده ولا تتعلقوا إلا به تفوزوا فمن يعبد بشرا قد مات فلا عقل له كمن يعبد حجر أو .. ومن كان يعبد الله فالله حي لا يموت و لا يحتاج لواسطة فكروا وارجعوا قبل الحساب .

    ردحذف