الخميس، 28 مايو 2009

تهديدات "بسام" التكفيرية!

بسام لا يكتفي بالشطط في مقالاته، ولكنه يمتهن "التهديد" لكل من يخالفه، فها هو يطلع علينا بتهديد عنيف للنواب "الليبراليين والطائفيين (يقصد الشيعة)" بأن لا يفتحوا "باب الشر على الكويت" لأن فتح موضوع المناهج التكفيرية في مجلس الأمة سيجعله وأتباعه التكفيريين يقومون بـ "حرق كل صفحات الآمال التي ترجوها الحكومة من هذا المجلس" وأنه وأتباعه "سيشغل الكويت عن التنمية والحضارة والرقي"!!
العجيب في المقالة حجم الكذب الذي تمتلئ به كلمات هذا الذي يحمل شهادة دكتوراه في الشريعة.. ها هو يصف مناهج التربية الإسلامية وبالخصوص المختلف عليها وخاصة الدرس الخامس من المرحلة العاشرة.. يقول: "مناهج التربية الإسلامية جاءت من خلال لجان بها أساتذة وخبراء تربويون وشرعيون وفي الميدان وموجهون ومعلمون أوائل وقد حكمت هذه الخطة من قبل جامعات عربية وإسلامية ومن أعرق المؤسسات وحصلت على درجات عالية.." !
منهج يكفر المسلمين ويدعو لقتلهم تمت كتابته على يد "تربويين وشرعيين"!
هذه أكبر كذبة أسمعها، وأتحدى هنا هذا الدكتور ان يأتي أولئك ويعلنوا بأنهم من اعتمدوا الدرس الخامس من منهج الصف العاشر!
والغريب أن هذا الدرس قد كتب بطريقة مبتسرة، فالترقيم غير دقيق والصفحات غير متسلسلة ولعل طالب في الثانوية يمكن أن يتقن الترقيم والترتيب أفضل من أولئك "الخبراء" الذين وصفهم الشطي في مقاله!
والموضوع الذي يتم تدريسه يخالف اجماع المسلمين السنة والشيعة، وهو لا يأخذ إلا عن بعض التكفيريين الذين ابتلينا بهم في مجتمعنا المسالم المتسامح. أما الإدعاء بأن هذا المنهج وهذه الأفكار مستقاة من مذهب أهل السنة والجماعة فهو زور وبهتان وكذب، ولو كانوا واثقين من ادعاءاتهم ليخرجوا على الملأ ويشرحوا بالتفصيل العبارات التكفيرية الواردة في المنهج ومن أيّ حديث شريف أو آية قرآنية تم استخلاصها!
وبسام كعادته يكذب.. فهو بدلاً من ان ينقل ما ورد حرفياً في المنهج يحاول ان يضلل القارئ، فالمنهج يتحدث في جزء منه عن "زيارة القبور"، وهو يقول ان المنهج يتحدث عن "عبادة القبور" و "اتخاذ الأنداد" فأي تضليل بعد هذا يمكن ان نسمعه ممن يؤتمن على فكر ابناءنا وبناتنا في كلية الشريعة؟!
اعتقد أننا اليوم امام امتحان حقيقي، فالنواب الشيعة والنواب الوطنيين عليهم ان يصححوا هذا الخلل، وعليهم ان يستثمروا فرصة خسارة المتطرفين في الانتخابات الأخيرة ويغيروا هذه المناهج، كما أننا أما استحقاق لفتح ملف كلية الشريعة التي تخرّج لنا أجيال من المتطرفين سنة بعد سنة.
آخر السطر
الشعر القبيح الذي استشهد به بسام في مقاله لا يعبر إلا عن جهل مركب، وكل إناء بالذي فيه ينضح.. والشاعر والكاتب يصدق عليهم قول الباري عز وجل: (الشعراء يتبعهم الغاوون). صدق الله العلي العظيم

الأحد، 24 مايو 2009

هزيمة القوى السياسية الكويتية!

لماذا هذه النتائج الهزيلة للقوى السياسية الكويتية في الانتخابات النيابية الأخيرة؟
ولماذا اصبح عنوان "المستقل" أفضل للمرشح لحصد المقعد النيابي عن النزول ممثلاً لتجمع او حزب سياسي؟
الحركة الدستورية (حدس) تراجعت الى مقعد واحد، والمنبر لم يحصل على شيء سوى نائب قريب منه وهو صالح الملا، فيما سقط (الرمز) عبد الله النيباري. أما التحالف الوطني فاز منه من ترشح مستقلاً وهما النائبان علي الراشد وعبد الرحمن العنجري.
أما التجمع السلفي فتراجع كثيرا بحصوله على مقعدين فقط بعد أن كان ممثلا بأربعة في المجلس السابق، فيما مني التحالف الاسلامي الوطني بنكسة كبيرة بسقوط النائب السابق أحمد لاري، وحلول المعتق السيد عدنان عبد الصمد في ذيل الفائزين في الدائرة الاولى، فيما لم يحصل مرشحه في الدائرة الثانية محمد الصفار على أرقام تبنى عليها للمستقبل!
أما تجمع العدالة والسلام فقد احتفظ بمقعده (صالح عاشور) الذي جمد عليه منذ عام 1999، وخسر أمينه العام حسن نصير المنافسة بفارق كبير جداً، فيما ضاعت فرصة متاحة جداً للمرشح المقرب للتجمع (أمينة العام المساعد السابق) عبد الواحد الخلفان في الدائرة الثانية. أما المنسحبين من التجمع وهما المرشحان وليد الصفار وعادل الخضاري فقط كانت نتائجهم ضعيفة جداً، فهي حوالي 450 و950 صوت فقط!
وعاد تجمع الميثاق ليحصد مقعداً على حساب التحالف الإسلامي الوطني من خلال قائمة الائتلاف التي فشلت في تحقيق نتائج وعدت بها الناخبين في الدائرة، وخاصة مع الفوارق الكبيرة بين كل من سيد يوسف زلزلة وسيد عدنان عبد الصمد وحمد بوحمد، وكذا السقوط المفاجئ لأحمد لاري!
هكذا فالتمثيل النيابي للقوى السياسية لا يزيد عن ستة أو تسعة في أحسن الحالات وهو ما يعني 12 أو 18 بالمائة فقط من أعضاء البرلمان الكويتي، المكون من 50 عضواً!
وهذه النتائج لا يمكن اعتبارها حالة صحية، فالقوى السياسية هي دينمو العملية الديمقراطية في أي بلد، واستمرار انتكاستها وضعفها ستأتي بآثارها السلبية على الممارسة الديمقراطية.
البعض من تلك القوى فسر هذا التراجع السلبي في النتائج بسبب الاحتقان السياسي الذي أفرزه البرلمان السابق، فذهبت التيارات السياسية ضحية المؤزمين، مع أن القوى السياسية المتضررة كانت جميعها ممثلة في الحكومة، وكانت مصنفة من (الموالاة) في المجلس الماضي، ما عدا (حدس) التي انتقلت من الموالاة إلى المعارضة خلال فترة قصيرة من عمر المجلس السابق!
واعتبر البعض الآخر أن الشارع الكويتي لازال يتوجس خيفة من الأحزاب السياسية وبالتالي فهو يفضل المرشح المستقل على المرشح الحزبي، وهي مقولة تتردد دائماً على ألسنة السياسيين في الكويت، وهي في اعتقادي ليست سبباً مهماً، فالناخب الكويتي يصوت للمرشح وأداءه وعلاقاته وشخصيته دون النظر لحزبه وتياره أو استقلاله، ولا نغفل دور الإعلام والمال واستغلال العواطف والدين في حالات أخرى!
السر في تراجع القوى السياسية يكمن فيها نفسها، فإلقاء الكرة خارج ملعب هذه القوى هو تنصل من المسئولية، وهروب إلى الأمام تحاول هذه القوى التغطية على واقعها السيئ الذي أوصلها لهذه النتائج المتردية.
والسر كما أراه باختصار هو:
هيمنة اصطحاب النفوذ والعائلات والحرس القديم على مقاليد التجمعات السياسية، وقتل فرص الصف الثاني والثالث، مما جعل هذه القوى تعيش حالة الشيخوخة المبكرة، وفقدت روح الشباب والتغيير، وخاضت انتخابات "عسرة" بتقنيات وتكتيكات قديمة، وفي غياب للخبرات والطاقات الحقيقية في هذه التجمعات.

الاثنين، 11 مايو 2009

يا وزارة التربية.. على من تكذبين؟



يبدو أن وزارة التربية الكويتية فقدت إحساسها بمواطنتها، فلم تعد ترى سوى عقيدة المتطرفين والتكفيريين لتجعلها "مما أجمع عليها علماء السنة دون التركيز على مذهب فقهي معين"، وكأن التكفير والتبديع والتحريض على قتل ابناء الطائفة الشيعية الكويتيين هو منهج ديني لا جدال فيه!
بهذا التبسيط المخل والمخجل طلع علينا الموجه العام للتربية الاسلامية احمد المنيفي بتصريح غريب يثبت فيه قناعة وزارة التربية بما ورد في منهج الصف العاشر في مادة التربية الإسلامية والذي يشنع بالمعتقدين بالتوسل وزيارة القبور من المسلمين، ويحرض عليهم ويدعو لقتلهم!
بهذه العقلية هل يمكن اخماد الفتن التي تنشب بين ابناء الوطن الواحد بسبب منهجية التكفير التي تغلغلت الى مناهج التدريس وأصبحت من الثوابت التي يتم الدفاع عنها من قبل المسئولين في الدولة وليس من الاحزاب والجماعات التكفيرية في البلد؟!
بهذه العقلية هل يمكن اصلاح واقع التعليم وهناك مسئولون في وزارة التربية لا يقرؤون حتى فقرات من منهج أثيرت حوله الكثير من ردود الفعل في الساحة المحلية؟!
اقرأوا معي واحكموا..
ومن الحق التساءل هل قرأ الموجه العام هذه الفقرة حتى يقول "ان مناهج التربية الإسلامية تحترم جميع الأديان والطوائف ولا تمس بطائفة معينة أو مذهب، كما انها تعزز تعاليم الدين الاسلامي وتسعى الى تثبيت العقيدة في نفوس الطلاب وتبصيرهم بأمور دينهم"!
تحت عنوان "نواقض التوحيد" في الدرس الخامس من منهج التربية الاسلامية للصف العاشر جاء هذا النص: "الشرك نوعان: أ- الشرك الأكبر: وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله سبحانه وتعالى كالدعاء لغير الله عز وجل أو التقرب بالذبائح والنذور لغير الله عز وجل من القبور والجن والشياطين والخوف من الموتى أو غيرهم أن يضروه أو يمرضوه وعبادة غير الله كالذين عبدوا العجل والكواكب والأحجار والأصنام قال تعالى " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ .... " .
ثم يضع جدولا يفرق فيه بين حكم الشرك الأكبر والشرك الأصغر فيذكر أنه من حيث العقيدة الشرك الأكبر يخرج من ملة الإسلام، ومن حيث العقوبة فعقوبة الشرك الأكبر هي إباحة دم المشرك وماله وخلوده في النار!
هل هناك تحريض بالقتل وتكفير اكثر من ذلك؟
هل يستطيع مسئولو وزارة التربية ان يضمنوا حقن دماء أبناءنا اذا فهم احد أبناء المتطرفين المعنى الحقيقي لهذه الفتوى ونفذها بحق زميل له في الفصل او المدرسة يعتقد بالتوسل والشفاعة؟!
الذي يبدو لي، أن مسئولي وزارة التربية في دولة الكويت بدءوا يصدقون أكاذيبهم وصاروا يفلسفون الأخطاء التي تحتويها مناهج التربية الإسلامية، وهي كثيرة لعل هذه الفقرة التي يطالب الكثير في الكويت بحذفها ما هي إلا صورة صارخة من الاعتداء على عقائد ابناء الكويت من المواطنين الشيعة، بل وحتى أغلب السنة!