السبت، 15 أغسطس 2009

ما الجديد في "رسالة الفتنة"؟

ما الجديد في رسالة "الفتنة" كما أسمتها صحيفة النهار الكويتية والتي بعث بها المتطرفون للنائبة الدكتورة معصومة المبارك؟
لا شيء!
فهي ثمار تربية "التطرف" و "إلغاء الآخر" و "التكفير".. وهذه ثقافة تنتشر ليس في السراديب فقط، بل نعيشها جهاراً عياناً في المساجد وفي المكتبات وفي كلية الشريعة وحتى في الصحافة الكويتية!
فالكلمات المشينة التي استخدمها كاتب الرسالة ليست هي المهمة في اعتقادي.. بل المهم الأفكار الرئيسية التي بنيت على أساسها هذه العبارات المريضة.
أنظروا ماذا استخدم كاتب الرسالة من أفكار متطرفة، وكيف أن هذه الأفكار والكلمات يرددها الكثير من كتاب المحافظين الجدد في الكويت..
ابتدأت الرسالة بالاتهام "المعلب" والذي أنتجته الماكينة الدعائية والإعلامية المعادية للشيعة منذ بني أمية وحتى التكفيريين اليوم، وهي "السبئية"، فالتشيع نتاج ابن سبأ "اليهودي- الرافضي" المعادي للإسلام والمسلمين!
وهذه الفرية قبل ان يستخدمها كاتب رسالة الفتنة، تعتبر من المسلمات في أدبيات ومقالات الكثير من كتاب السلف في صحافتنا، وهي مادة دسمة للكثير من المتطرفين والتكفيريين لضرب "الروافض" وتلبيسهم كل السوء الذي يلف العالم الاسلامي!
هل تذكرون الهلال الشيعي وفوبيا التشيع والتي طبل لها رموز السلف في عالمنا الإسلامي وفي الكويت بالتحديد؟
هل تذكرون مقالات مجلة الفرقان ورئيس تحريرها حول المؤامرة الشيعية في مصر وباكستان وأفريقيا والعراق..
ادخلوا مواقع صحف كويتية معروفة في تبني هذه الكتابات واعملوا بحث عن كلمة ابن سبأ والسبئيون والروافض وستجدون العجب العجاب!
رسالة الفتنة ايضا تناولت موضوع المطالب بزيادة دور العبادة للطائفة الشيعية، وهو مطلب كل ابناء الطائفة في الكويت، لما يجدونه من تمييز في التعامل، حيث أن أعداد المساجد السنية تصل الى أكثر من الألف مسجد تبنى من اموال الدولة، في حين مساجد الشيعة لاتزيد عن الثلاثين بنيت جميعاً باموال المحسنين من ابناء الطائفة!
وهذه المطالب تواجه عادة من قبل كتاب ورموز السلف بأنها محاولة لتغيير هوية المجتمع، وضرب عقيدته، والسماح للشيعة بالتمدد على حساب الوطن! وهذا بالضبط فحوى ما رددته رسالة الفتنة حين تناولها الحسينيات والمراكز الحساسة في البلد!
ثم تحولت الرسالة الى النفس العنصري المعهود لدى التيار السلفي حينما يتناول الطائفة الشيعية، فواحدة مثل النائبة معصومة المبارك وهي "حساوية/ عربية" لأنها شيعية المذهب تتحول الى "ايرانية عجمية مجوسية قرمطية" !
وهذه العبارات استخدمت في صحافتنا الكويتية مئات المرات، وهي تهدف الى اتهام الشيعة بالولاء الخارجي، ولعل آخرها ما صرح به النائب محمد المطير والذي وصف منتقدي مجلة الفرقان بسبب إثارتها الطائفية بأنهم "مرتزقة"!
والرسالة أيضا وصفت الشيعة بـ "الزنادقة" وهي كلمة استخدمت مرات عديدة في صحفنا الكويتية، ويعتبرها البعض صفة ملازمة "للروافض"، ويطرب لها التيار السلفي وهو يصف علماء الشيعة بها كما فعل النائب هايف المطيري حينما تهجم على الخطيب السيد محمد باقر الفالي!
وتطرقت الرسالة الى موضوع التقية التي عادة ما يستخدم لضرب الشيعة، فوصفت النائبة الفاضلة بـ "أم التقية"، وهي عبارة كثيراً ما يرددها الأشاوس من كتاب اليمين المحافظ الكويتي، ومع تحريف معناها والتدليس في تناولها فإنها أصبحت من مسلمات المثالب الشيعية لدى أولئك!
وأخطر ما في الرسالة، اقتباسها من التكفيريين فكرة "إلغاء الآخر"، وتبني مشروع تحويل الكويت الى دولة خالصة مخلصة لـ "أهل السنة والجماعة" وهي تعني دولة سلفية شبيهة بما أقامته طالبان في تورا بورا أو وادي سوات أو ما قامت به "دولة العراق الاسلامية" في شمال بغداد، أو ما حاولت ذلك في مدينة رفح في غزة قبل أيام!
بعد ذلك، هل هناك مبرر للعجب من صدور مثل هذه الرسالة؟!
الزميل بدر الكويت صاحب موقع لصوص الكلمة يعمل جاهداً على ملاحقة سراق الكلام، ويبدو لي أن هذه الرسالة "وجبة دسمة" يمكن ان تكشف له عشرات الضحايا لكاتب هذه الرسالة.. ولكن، صاحب الرسالة يمكن اتهامه بالسرقة ولكن "ضحاياه" مجرمون "بالفتنة"!

آخر السطر
تعرفون الآن لماذا اعتبر النائب السلفي علي العمير رسالة الفتنة هي رسالة عادية وليس فيها تهديد.. لان محتوى الرسالة هو ما يعتقد به هذا التيار في الكويت!

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

استغفال ومستغفلين ومغفلين!


يبدو أن الأشاوس كتاب اليمين الكويتي المحافظ يصرون على استغفال الناس، أو لعلهم مغفلين لم يقرءوا جيداً عدد مجلة الفرقان المرقم 548 والذي شغل الرأي العام الكويتي بسبب ما نضح به من طائفية !
أحمد الفهد يقول " الأغبياء الذين افتعلوا الأزمة.. لو أنهم "قلبوا" صفحات المجلة جيداً.. لوجدوا أنها كانت تناقش تصريح قائد قوات البحرية الايرانية.."!
الواضح أنه من الأغبياء الذين لم يتصفحوا المجلة جيداً! بل يبدو لي أنه تلقى كلمة السرّ بالدفاع المستميت ولم يترك لنفسه وقتاً لتصفح عدد مجلة الفرقان.. فهو إما مغفل أو مستغفل..
أما الآخر الذي أستشهد بهذا المغفل فهو فهد الخنة والذي لم يكتفي بتكرار "كذبة" رئيس تحرير الفرقان، بل أختلق أكاذيب وزور التاريخ لكي يقول ان "جماعته" بريئين من التكفير وأن التكفير هو من اختراعات "الشيعة الصفويين"!
ثم يخرج علينا أحمد الكوس ليقول انه ضحك من تصريح أحد النواب في تحليل صورة القرش وتكذيب البيان الصحافي للفرقان، واستشهد بالمثل: "أقول لهم ثور يقول احلبوه".. المشكلة احنا شايفين الثور.. بس أهو مو راضي يفهم!
أما ثالثة الأثافي فهو تصريح نائب مجلس الأمة محمد المطير، والذي رمى كل من انتقد مجلة الفرقان بأنه مرتزق! مع أني افهم أن المرتزق هو الذي يبدأ باثارة النعرات الطائفية خدمة لأجندة خارجية سواء دولية او أقليمية.. وأن المرتزق هو الزلط ملط الذي يفوز بأصوات أصحاب اللحى الممتدة للسرة والدشاديش المرتفعة للركبة!
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:" والله لا أُسْتَغْفَلُ بالمكيدة ".. وأبناء علي عليه السلام لا يمكن أن يستغفلوا بهذه الألاعيب..

الخميس، 6 أغسطس 2009

دكتوراه في الكذب!

بسام الشطي كتب "بكائية" رداً على ردود الفعل الغاضبة بسبب نشر مجلته "الفرقان" الناطقة باسم احياء التراث السلفية، وقد ضمن بيانه وكعادته "أكاذيب" حتى أصبحت الآن مقتنعاً أن "الرجل" يحمل شهادة دكتوراه بالكذب وبامتياز مع مرتبة الشرف.. إذا كان هناك شرف لمثل هذه العلوم!
انظروا ماذا يقول:
"واأسفاه على هذا التصعيد المتعمد ضد مجلة الفرقان، ومحاولات تشويه صورتها العطرة، وقد صار لها عشرون عاماً تقدم العلم المتزن! والفقه الميسر ونافذة على الوسطية!! دون انزلاق في معترك الفوضى الفكرية.."
ويضيف بعد مقدمة طويلة يشرح هذه الأسطر:
"أما بالنسبة للغلاف فهو لا يعني المهري لا من قريب ولا من بعيد، بل هو لموضوع رئيس الاركان الايراني الذي صرح أن هناك 16 ألف شخص وزيادة موجودون في دول الخليج على أهبة الاستعداد للقضاء على المصالح الاجنبية في دول الخليج ومنها الكويت لالحاق الأذى على من يعتدي على ايران، فكان الغلاف عبارة عن صورة سمكة القرش (وهو شعار البحرية الايرانية) فاتحاً فمه ومظهراً أسنانه للاعتداء على دول الخليج ومنها الكويت ليبتلعها ويلحق بها الأذى.."!
وهو رد أقل ما يمكن ان يقال فيه أنه "كاذب" وفيه تدليس واستغفال لعقول الناس..
اولا: الصورة المنشورة في الغلاف للقرش المفترس فيها عمامة سوداء، وهي اشارة للسادة من رجال الدين الشيعة..
ثانياً: القرش ينطلق من زاوية في الرسمة تشير الى مدينة قم المقدسة باتجاه الكويت ومدينة قم المقدسة هي موطن مراجعنا العظام ومقر الحوزة العلمية..
ثالثا: لا يوجد في الغلاف اي اشارة لخبر رئيس الأركان الايراني.. بل تصفحت المجلة كلها عبر الموقع الالكتروني لها فلم اجد الخبر، فلا أدري في أي زاوية او مغارة قد كتب!
رابعا: صورة الغلاف كتب عليها كلمة "المهري" على رأس القرش الذي يعتمر العمامة السوداء..
خامساً: الموضوع الداخلي حول الردّ على السيد المهري وهو من ثلاث صفحات تضمن في صفحته الرئيسية لصورة الغلاف..
بعد ذلك كيف يمكن لبصير ان يصدق اكاذيب بسام هذا؟!
أقول هنيئاً لمجلة الفرقان رئيس تحريرها.. وهنيئا لكلية الشريعة دكتورها.. وهنيئا لجريدة عالم اليوم كاتبها.. ولكن تعساً للمناهج الدراسية التي يتلقاها ابناءنا في المدراس ليكون أحد كتابها هذا الشخص!
ملاحظة:
رابط عدد مجلة الفرقان المشار له هو:
http://www.al-forqan.net/pdf/548.pdf

السبت، 1 أغسطس 2009

اطلاق شبكة الاعلاميين الديمقراطيين في العالم العربي

شاركت مع عدد من الاعلاميين في العالم العربي في تأسيس شبكة الاعلاميين الديمقراطيين في العالم العربي.. وهذا نص الخبر المنشور عن الموضوع:
الجورشي: الاعلام حليف اساسي للاصلاح والديمقراطية
الإعلان عن تأسيس شبكة الإعلاميين الديمقراطيين في العالم العربي

بوزعكوك: الشبكة تعمل على ترسيخ القيم الايجابية المدافعة عن حرية التعبير والرأي
ضياء الدين: من المهم نشر الثقافة الديمقراطية بين الاعلاميين في العالم العربي


نظمت شبكة الديمقراطيين في العالم العربي بالتعاون مع مركز صوت القانون ومركز العالم العربي لتنمية الديمقراطية بالأردن المؤتمر التأسيسي لشبكة الإعلاميين الديمقراطيين في العالم العربي، وذلك بمشاركة 33 صحفيا وصحفية قدموا من 11 دولة عربية خلال يومي 27-28 يوليو 2009، بالعاصمة الأردنية عمان.

وقد جاء هذا المؤتمر في سياق ازدياد الاقتناع في الوطن العربي بأن التحول الديمقراطي لن يتحقق في غياب إعلام حقيقي وموضوعي، وأن الكثير من القوانين في البلاد العربية تقيد حرية الإعلام وتشلها أحيانا، بل وتخضع في الغالب الإعلاميين لعقوبات سالبة لحرياتهم.
كما يشكو الكثير منهم من نقص الفرص لتبادل الخبرات فيما بينهم، وقلة الورشات التدريبية للرفع من مهاراتهم وقدراتهم، والتي من شأنها أن تسمح لهم بأن يكونوا فاعلين في مجال التوعية السياسية ونشر الثقافة الديمقراطية في مجتمعاتهم.
وعبر المؤسسون لهذه الشبكة عن إيمانهم بضرورة امتلاك الإعلام في العالم العربي للمقومات التي تجعل منه رافعة أساسية من روافع التنشئة المدنية، وحليفا أساسيا للإصلاح والديمقراطية. كما أنه بحاجة ماسة لإصدار تشريعات ضامنة لحقوق الإنسان، ومساعدة على دعم المواطنة الفاعلة التي تحقق معادلة الحق والواجب.
وفي سياق تعزيز هذا التوجه، قرر الإعلاميون المشاركون في هذا المؤتمر أن تكون شبكتهم إطارا مفتوحا ومرنا، يجمع بين المهنية ودعم الديمقراطية، وذلك في كنف الاستقلالية التامة عن أي جهة محلية أو دولية، بعيدا عن مختلف الأجندات الماسة بكرامة الإعلاميين وحريتهم، أو المهددة لأمن المنطقة العربية وسيادة دولها. كما توافقوا على أن شبكة الإعلاميين الديمقراطيين في العالم العربي ليست بديلا عن نقابات الصحافيين أو منظماتهم الإقليمية، ومعتبرين هذه الشبكة رافدا من روافد المجتمع المدني لتعزيز حرية الاعتقاد والتعبير، وداعما لحركات وجهود الإصلاح في المنطقة.
وأكد الدكتور صلاح الجورشي المنسق العام لشبكة الاعلاميين الديمقراطيين في العالم العربي انه اقتناعًا منا بضرورة امتلاك الإعلام في العالم العربي مقومات ليكون رافعة أساسية من روافع التنشئة الديمقراطية، وحليفًا أساسيًا للإصلاح والديمقراطية، فإن هذا الإعلام بحاجة ماسة إلى إصدار تشريعات للدفاع عن حقوق الإنسان، وضرورة توفير الشروط الموضوعية للمواطنة الفاعلة التي تحقق معادلة الحق والواجب.
واعتبر أن "تشتيت المجهودات ، وفردية المبادرات لا يمكن أن تساعد على تحقيق الطموحات، وجعلها فاعلة ، وأن توحيد المبادرات ، وتشبيك العلاقات ، وتبادل الخبرات هي المداخل الطبيعية المساعدة على خلق المناخ الإيجابي الذي يبرز فيه الدور الإعلامي ويقوى، والذي من خلاله يمكن التغلب على الصعوبات والعراقيل لايجاد تحالفات هدفها الأساس تعميم الثقافة الحقوقية، والمساهمة في رصد الخروقات وكشفها ، والتأكيد على حل الاختلافات بالطرق السلمية، وجعل القانون حكما بين المختلفين ، والقضاء المستقل مرجعًا اساسيًا".
وقال علي ابو زعكوك وهو من الاعضاء المؤسسين "ان شبكة الإعلاميين الديمقراطيين في العالم العربي إطار مستقل ، يضم إعلاميين مهتمين بالعمل الديمقراطي، وبدورهم في ترسيخ القيم الإيجابية المدافعة عن حرية التعبير والرأي كأساس من أسس البناء الديموقراطي و ترسيخ قيم حقوق الإنسان ومبادئ الحكم الرشيد باعتبارها إرثًا بشريًا مشتركًا".
ولفت الى "التزام الشبكة باعتماد الموضوعية في الرصد والتوثيق للحالات التي ُتخرق فيها مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان بشكل عام والاقتناع بأن حقوق الإنسان كل لا يتجزأ ، مع التأكيد على مبادئ المساواة بين الجنسين وحقوق الفئات المستضعفة وذوي الاحتياجات الخاصة والإيمان بأهمية الثقافة المدنية في التعدد والاختلاف ، وترسيخها في جميع الميادين والعمل على مكافحة كل أشكال التحريض على العنصرية والتفرقة والتمييز على أساس الانتماء العقيدي أو الطائفي أو الطبقي أو الجنسي أو العرقي ومكافحة كل أشكال العنف في الممارسة السياسية والمجتمعية، والعمل على ترسيخ التسامح والحوار والالتزام بالاستقلالية، والمهنية في النشر الدقيق والمسؤول للمعطيات والإتصاف بالشجاعة والنزاهة، وعدم الرضوخ للضغوطات بكافة أشكالها والالتزام بسلوك الديمقراطي أساسًا للعمل وفق أخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام والاتصال الجماهيري".
وقال الزميل ضياء ضياء الدين المشارك الوحيد في المؤتمر التأسيسي من الاعلاميين الكويتيين بأن تأسيس هذه الشبكة يعد فرصة لربط الإعلاميين في العالم العربي بين بعضهم البعض وتبادل الخبرات والتجارب والتضامن فيما بينهم وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد والقمع والحجر على آرائهم.
واعتبر أن نشر الثقافة الديمقراطية بين الإعلاميين سيكون له تأثير كبير على الحياة الاعلامية والسياسية في البلاد العربية، وسيساهم بشكل مهم في توسيع هامش حرية التعبير في مجتمعاتنا العربية. فالاعلام هو جزء فاعل من اجزاء النظام الديمقراطي.
هذا وقد سبق لشبكة الديمقراطيين في العالم العربي في سياق تنفيذها لهذا المشروع، أن عقدت أربع ورشات شارك فيها 100 إعلامي عربي، وذلك بكل من الجزائر والبحرين ومصر والأردن.