الخميس، 26 مارس 2009

توقف مؤقت عن الصحافة

يسألني بعض الاخوة الاعزاء لماذا توقفت عن الكتابة في جريدة الدار.. السبب انني توقفت بعد ان منعت لي مقالة ثم اخرى بعدها دون سبب وجيه.. وهذه المقالة الاولى التي منعت.. طبعاً هناك اسباب اخرى..
ارسلت بتاريخ 25 فبراير 2009

استفيدوا من التجربة السعودية!
كتبنا في مقال سابق نشيد بفكرة وزارة الداخلية بإنشاء مركز لتأهيل أصحاب الفكر التكفيري، ونعود هنا ونكرر تأييدنا لهذه الفكرة،على اننا رأينا من الواجب التذكير بان الدراسة التي تقدمت بها وزارة الداخلية تضمنت الإشارة للاستفادة من تجربة المملكة العربية السعودية، وهي دعوة مهمة ومفيدة، ولكن علينا عدم استنساخها!
فلجنة المناصحة التي شكلتها المملكة العربية السعودية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر حققت نجاحات، كما اخفقت في حالات كثيرة، فقد اكدت بعض التقارير الاخبارية، بل وحتى تقارير وزارة الداخلية السعودية، عودة الكثير ممن دخلوا برنامج التأهيل السعودي الى القتال في صفوف الجماعات الإرهابية.
وحسب كاتب سعودي فان المشتغلين على تعطيل نزعة التطرف في شكله العنفي في (لجنة المناصحة) السعودية ، مصابون بذات الداء، سوى انهم لا يحملون السلاح، ولكنهم يحملون الفكر الذي يمهد السبيل للحصول على السلاح واستعماله!
مركز التأهيل الذي اقترحت وزارة الداخلية إنشاءه في الكويت يفترض ان يعمل على انتزاع الفكر التكفيري من عقول هؤلاء المغرر بهم، وليس توجيه مسار هذا الفكر باتجاهات اخرى، كأن توجه الى عقائد أخرى او مذاهب اخرى نتشارك فيها في الوطن الواحد.
نعم، تحريف وجهة السلاح وليس إسقاطه لا يخدم في علاج ظاهرة التطرف والتكفير، ولا يمكن ان يشكل خروجاً من المشكلة الأمنية والاجتماعية التي تسببها هذه الظاهرة في مجتمعنا، وسنبقى ندور في حلقة مفرغة، وكأننا نحاول إخماد النار على ان تبقى الجمار جاهزة للاشتعال لمجرد هبوب عاصفة او ريح من هنا وهناك!
المطلوب عمل مراجعة شاملة للتراث الفكري المسئول عن التحريض والعنف والإرهاب الذي ابتلينا به في عالمنا الإسلامي بسبب الفكر التكفيري.. وهذه المراجعة لا يفترض ان يقوم بها او يكون مسئولاً عنها من ساهموا في التحريض وشاركوا في بث الفكر التكفيري، وكانوا ضمن الجوقة التي ساعدت على تشكيل هذه الفكر بين الشباب الغرّ في مجتمعنا.
وللأسف فان مسار الكثير من اللجان المشابهة في الكويت كانت تقع في نفس المطب، ولا زلنا نعاني من المهيمنين على التعليم الديني، والمسئولين على وضع المناهج الدينية، ولجان مراقبة المساجد في وزارة الاوقاف.. فهذه العناصر المتطرفة يجب إبعادها حتى يحقق المركز الأهداف المطلوبة.
ارجع مرة أخرى للتأكيد بان التجربة السعودية مفيدة ومهمة، ولكن علينا عدم استنساخها، وعلينا ان نأخذ العبر مما جرى في المدينة المنورة قبل أيام، فبسبب تصرف سخيف وغبي من أعضاء في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحولت المدينة المنورة والمنطقة الشرقية الى ساحات للتشابك والعنف والقمع!
والمشكلة أن هذه التصرفات مضمرة وهي تظهر بين الحين والآخر، ولعلّ زيادتها بعض الشيء في هذه الحادثة هو ما صعّدها وحولها الى أزمة أمنية وسياسية.. وإلا فنحن جميعاً نتعرض لعشرات التصرفات المماثلة حينما نقوم بزيارة المرقد الطاهر لرسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله او في زيارتنا لمقبرة البقيع، بل حتى في المسجد الحرام!

هناك تعليقان (2):

  1. لا أرى أي سبب مقنع لعدم نشر المقالة ، فالمقالة لا تمس السعودية بأي شكل من الاشكال ...
    كما لا أؤيدك بتاتا على توقفك عن الكتابة في الدار ، فالجميع يعلم مدى قوة المقالات و منهجيتها في الطرح
    أرجو أن تعيد النظر في هذا القرار و تعود إلى الكتابة في الدار بأسرع وقت حتى لا تفتقدك الساحة الكويتية خاصة اننا في أوضاع تحتم علينا تواجد اقلام شريفة تدافع عن المذهب

    ردحذف
  2. المقالة صريحة و تنم عن واقع نتيجة لصمت الحكومات عن الافكار المتطرفة لعقود من الزمن فكانت هذه الجماعات التي تكفر كل الطوائف تكسر كل القوانين العرفية و الانسانية تحت صمت حكومي من جهة و تاييد مشايخ التكفير من جهة اخرى و اليوم اصبح ثمن تطرفهم غاليا جدا

    ردحذف