الاثنين، 1 نوفمبر 2010

سابوا الحمار ومسكوا البردعة!

وزارة الاوقاف والشئون الاسلامية في الكويت أخيرا تنبهت لخطر التشدد الذي يأتينا من كلية الشريعة، فها هي تعد لإطلاق مشروع لنبذ التطرف والغلو بالتنسيق مع جامعة الكويت كما تنشر جريدة القبس في عدد يوم 25 أكتوبر الجاري.
وحسب الصحيفة الكويتية فان المشروع يهدف الى ايجاد جيل محصن من الغلو والتطرف، والتخطيط للأسباب التي قد تؤدي الى انحراف الشباب لوقايتهم من ذلك.
واشارت الصحيفة الى أنه سيتم اعداد دراسة لإمكان ادراج مقرر دراسي عن نبذ أفكار التطرف والغلو في صحيفة تخرج الطلبة في كلية الشريعة واعداد مطبوعات ومنشورات تعالج موضوع التطرف.
خطوة وزارة الاوقاف تستحق التوقف، فهي تستشعر خطر الفكر المتطرف الذي يستشري بين طلبة كلية الشريعة، والذي تحول في مرات عدة الى ممارسات عنفية بحمل السلاح (والجهاد) ضد الوطن والمواطنين.
ولكن، وزارة الاوقاف كعادتها تبحث عن مظاهر ازمة لتعالجها، بدلاً من تقديم حلول لاجتثاث المشكلة من اصلها، فهي كما مستوصفات وزارة الصحة لا تعرف إلاّ المسكنات، فليس هناك وصفة لا تحتوي على بندول!
والواقع ان زارة الاوقاف بمشروعها هذا (سابت الحمار ومسكت البردعة) كما يقول اخواننا المصريين، وهذا حالنا في كل مرة، فهي تبحث عن مشاريع شكلية تصرف عليها أموال طائلة، ثم تنتهي بلا شيء!
المشكلة يا عالم في مناهج التكفير التي تدرس في كلية الشريعة.. والمشكلة يا ناس في اساتذة التكفير ونبذ الآخر الذين يحتلون مقاعد التدريس في كلية الشريعة..
فما الفائدة من مادة دراسية تتحدث عن نبذ التطرف والغلو وغالباً يدرسها استاذ مغالي ومتطرف، في مقابل عشرات المواد التي تكرس رأي عقدي واحد، واجتهاد فقهي واحد، وتسخف وتكفر وتنبذ الآراء الأخرى!
ما الفائدة من القول بان الدين الاسلامي السمح يدعو الى الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتطرف، في حين اغذي الطالب صبح مساء بأن كثير من المسلمين مبتدعين وكل بدعة ظلالة وكل ظلالة في النار، وأن اولئك كفرة يستحقون القتل في الدنيا والجحيم والخلد في نار الله المسعرة!
ما الفائدة من الحديث عن دعوة الاسلام للقبول بالآخر ونبذ الارهاب، ويتم تدريس الطلبة بتركيز كراهية الآخر والاستخفاف بعقائده وطقوسه ورموزه!
وزارة الأوقاف لا ترى حتى الآن خطورة ما تحتويه مناهج التدريس في كلية الشريعة، وبالتالي فهي غير قادرة على وضع الحلول لمكافحة التطرف، فهي باختصار كالطبيب يداوي الناس وهو عليل!

آخر السطر
عثمان الخميس والعريفي استخفا بعقول مستمعيهم ومشاهدي قناة الجزيرة التي نقلت محاضرتهم المليئة بالكذب والدجل وقال أحدهم ان شيعيا من كلية الشريعة اتصل به واهتدى على يديه ليتحول الى التسنن!
الجميع يعلم وانا شخصيا عايشت ذلك في الثمانينات حينما كنت في جامعة الكويت، ان شيعيا يدخل كلية الشريعة إما يتم قبوله بالخطأ او بسبب معدله المتدني، وهؤلاء يهربون من الكلية من أول كورس حتى انهم لا يأخذون اي مادة في داخل الكلية!
واتذكر احد الاصدقاء ممن ابتلي بالقبول في كلية الشريعة أخذ مادة بالخطأ في الكلية ومن أول محاضرة لم يفوت الدكتور فرصة نيل الثواب والاجر بهذا الحضور (المبارك) ليصب جام غضبه على الرافضة والروافض الذين خربوا الدين وحرفوه عن مقاصده.. طبعا كانت هذه أول وآخر محاضرة لصديقنا في كلية الشريعة.. خرج ولم يعد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق