الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

تفاوضوا مع المرجعيات ولا تذهبوا للدكاكين!

مبادرة الدكتور عجيل النشمي بإنشاء مجلس اعلى خليجي شعبي يجمع علماء الشيعة والسنة في الخليج، لعلها جاءت في وقتها، فنحن احوج ما نكون الى أطر جمعية تتدخل لوأد الفتن بعيداً عن مهاترات المتطرفين من هنا وهناك.
ولكن، هل هذه النوايا التي تنطلق منها هذه المبادرة يمكن ان تستقيم وتحقق شيء في الواقع الاسلامي العام؟ أم هي اجترار لمحاولات التقريب التي فشلت حتى في التقريب بين اعضاء هذه المجالس والتجمعات فكيف بين ابناء الأمة؟
الدكتور عجيل النشمي اعلن عن هذه المبادرة نيابة عن رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون الخليجي التي يرأسها، وهي تهدف الى جمع وجهاء وفقهاء ومراجع من السنة مع وجهاء وفقهاء ومراجع معتبرة ومعتمدة من الشيعة تكون مهمته المبادرة الى التداعي لمعالجة الاقوال والاحداث المفرقة للأمة، على ان يكون للمجلس نظام محدد وقراره القول الفصل في الاحداث.
كلمة "معتبرة ومعتمدة" يجب تحقيقها بالفعل وليس بالشعار، وهذا لا يكون إلا بالذهاب للمرجعيات مباشرة وطلب ترشيح ممثلين عنهم من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
فالتجارب السابقة كانت تنتقي ممثلي الطائفة الشيعية ممن يُسمع منهم آراء معتدلة، أو من يكون الضوء الاعلامي مسلطاً عليهم باستمرار، وبالتالي فهي اسماء مكررة معروفة تبرز عادة حين الحديث عن التقارب والتحاور بين الشيعة والسنة.
وهؤلاء بلا مواربة لا يسمع لهم في الوسط الشيعي دون تزكية واضحة وعلنية من المرجعية الشيعية.
ولعلّ تجربة الشيخ محمد تقي القمي ودار التقريب التي اسسها مع شيخ الأزهر الشريف، وهي التجربة الوحيدة التي كتب لها النجاح، لأنها كانت تستند على دعم وتأييد واسناد وتفاعل من المرجع الاعلى حينها آية الله البروجردي.
ولا بد أن نتأسف ايضا ونحن نقرأ هذه المبادرة فهي وإن انطلقت من المعتدلين، إلا انها لم تكن سوى ترديد لترهات المتطرفين، فهي تنطلق من اتهام واضح للجناح الشيعي وكأنه هو سبب هذه الفتن وعليه أن يكفر عنها!
فبيان الدكتور عجيل النشمي أقرّ بأن " المواطنين الخليجيين من الشيعة بمراجعهم المعتبرة يقفون مع السنة في الحفاظ على وحدة المجتمعات الخليجية، ورد مثل هذه الاقوال الشاذة (آراء ياسر الحبيب) التي تسبب الفتنة والفرقة، ولا تفيد إلا الاعداء، وان الوحدة الوطنية مطلب الجميع"!
وماذا عما هو موجود في الجناح الآخر؟
وما تقولون في قنوات الفتنة والظلال والتكفير اليومي العلني اما مسامعكم؟
وماذا عن فتاوى التكفير التي يوقع عليها جحافل علماء بلاد الحرمين وعلماء من دول مجلس التعاون الخليجي والتي تكفر الشيعة وتحلّ دمهم وعرضهم ومالهم؟
وماذا عن أمثال حامد العلي ومبارك البذالي وغيرهم؟ لماذا لا تتبرون منهم كما تطلبون من الشيعة التبري من ياسر الحبيب؟
وماذا عن دعوات بعض علماء الكويت والمنطقة التي جاهرت بدعوة الشيعة التخلي عن كتبهم كبحار الانوار والكافي والاستبصار وغيرها؟
وماذا عن التحريض الذي يطلقه "المعتدلون" عندكم ضد الشيعة "كل الشيعة" وهؤلاء المعتدلون يتسنمون مراكز رسمية وعلمية ومواقع دينية واعلامية مهمة؟!
السؤال متى نحصل على مفاوضين في الطرف السني من علماء دول الخليج يعترفون بأن في صفوفهم من يثير الفتن ويتجاوز على مقدسات الشيعة ويساعدون على اهدار الدم الشيعي هنا وهناك؟
شخصيا اعتبر أن هذه عملة لم تضرب بعد! أو لعلها ضربت في زمن ولّى وما عادت سوى تحفة لدى جامعي العملات القديمة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق