الاثنين، 20 سبتمبر 2010

السلف وأحلام اليقظة!

الآن وقد بانت النوايا وانكشفت، أصبح من السذاجة الاعتقاد ان الضجة التي اثيرت حول ياسر الحبيب هي دفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وآله، أو انتصار لأم المؤمنين، فقد وصلت كلمة السرّ وبدأ اليمين المحافظ الجديد في الكويت يعلن عن نواياه بكل وضوح وصراحة!
انهم بكل بساطة يريدون تضعيف الوجود الشيعي في الكويت، وبعضهم بسخافة يعتقد ان هذا الوجود يمكن ان يمحى، كما حاولوا لأول مرة عبر فيصل الدويش والاخوان في معركة الجهراء عام 1921م!
فها هم يقولون عبر سلسلة طويلة من المقالات والتصريحات، أن المشكلة هي في التراث الشيعي، حيث يحوي الكثير من المثالب والتناقضات وبالتالي يجب بالتبرؤ من (بحار الانوار) و (الكافي) و(الاستبصار) وغيرها من أمهات المصادر الاسلامية التي تحوي حديث رسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم.
حتى ادعى أحدهم بسخافة وهو عبد اللطيف العتيقي في جريدة القبس بأنه "ما زال بانتظار الـ 11 ناشطاً شيعياً جُلهم من الأكاديميين والمشايخ ووعدونا منذ السنة الماضية بإعادة النظر في بعض الكتب المخالفة التي تتناقض مع نصوص القرآن الكريم"!!
عجباً! بل حمقاً! تظن أن أولئك (لو صحت روايتك المكذوبة) موكلون بإعادة النظر بالتراث الشيعي المروي عن أهل البيت عليهم السلام، وهناك عشرات المراجع والعلماء الافذاذ في الحوزات العلمية والجامعات الدينية يتصدون لمهمة النظر في هذا التراث لاستخلاص الاحكام والرؤى والحقيقة التي تريدون تغييبها بأي وسيلة حتى لو كانت بالكذب والافتراء والدجل.
نعم، إذا كان احد اولئك المشايخ هذا الذي يخرج على شاشة قناة الوطن، والذي لا يميز بين البدعة والصلاة المفروضة، فهو صنيعتكم، وليس لنا معرفة به، وهو أشبه بتلك الفقاقيع المعممة التي خرجت في العراق بعد سقوط صدام، وتبين بعد ذلك انها كانت تخدم في اجهزة استخبارات نظام البعث البائد!
أما عن عدم تطابق بعض الاحاديث المروية في كتب الشيعة مع القرآن الكريم، فهذا بحث يومي في الحوزات العلمية الشيعية يقوم به مئات المجتهدين، وليس أحرص على كتاب الله عز وجل أكثر من المجتهدين الشيعة، فهم يستقون أحاديثهم عن أهل البيت عليهم السلام، وهم صنو القرآن الكريم، لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله: " إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا" (مروي بعشرات المصادر السنية قبل الشيعية)
العجيب في اولئك الحمقى أن يرموا الناس بحجر وبيوتهم من زجاج، فالسلفية التي جاءت مستحدثة مذهباً جديدا في الاسلام مع ابن تيمية هي من جعلت العصمة لكتب التراث (ما سمي بالصحاح) وهي التي ابتدعت العصمة لكل من شاهد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله (ما سمي بالصحابة)، فالأحرى بها أن تعيد النظر بكتب تراثها وتنقيها من الغث الذي يملأها، كما يفعل باقي المسلمين سنة وشيعة حين مراجعتهم لكتب التراث.
ولو كان لديكم عقل ودين لقرأتم رواية المرتد سلمان رشدي الآيات الشيطانية فهو ادعى بحق او بدون حق ان الكثير مما رواه في كتابه استقاه من صحاح المسلمين، فكان الاجدى ان تنظروا الى ما تطابق بين روايته وما رويتموه في كتبكم!
وليس من ردّ على أولئك إلا ما سطرته أنامل الكاتب الديمقراطي الوحيد في الكويت عبد اللطيف الدعيج في جريدة القبس يوم الاثنين 20 سبتمبر الحالي: "لهذا فان كان هناك أحد من المفروض أن يتخلى عن كتبه ومصادره فهم السلف والتلف الذين سيطروا في الآونة الاخيرة، خلقتهم عصور الانحطاط الاسلامي ودفعت بهم الى الصفوف الامامية أموال (البترودولار) ويبقى الشيعة وبقية المذاهب الاسلامية أعرق وأقدم من كل المذاهب السلفية التي تهيمن علينا اليوم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق