الثلاثاء، 29 يونيو 2010

الوهابية ومعركة الجهراء

شن كتاب اليمين الكويتي هجوماً شرساً على النائب فيصل دويسان بمجرد قوله ان الكويتيين حاربوا الفكر الوهابي في معركة الجهراء، وراحوا يقدمون له دروساً في التاريخ باسلوب رخيص تعودوا عليه كلما أرادوا الهروب للأمام!
ومع ان قراءة بسيطة لوقائع معركة الجهراء التي جرت بين الكويت والإخوان في عام 1920 تكشف وضوح الحقيقة التي صرح بها النائب الدويسان، إلا إن جماعة كتاب اليمين اتفقوا بالإجماع على شن الهجوم الشرس وباستهزاء ليصوروا للقارئ بأن ما يقولوه من المسلمات التي لا تقبل الشك.
الأخوان حركة وهابية بامتياز، وهي بدأت من تأسيس دور الهجرة في مناطق متعددة من اطراف نجد، بدأً من الارطاوية في عام 1911.. وكانت تهدف الى تجميع البدو وتنظيمهم في تشكيلات مسلحة مع تقديم الدروس الوعظية من مشايخ الوهابية، ليشكلوا بذلك القوى المسلحة التي تضرب في الأطراف حماية للدولة السعودية وتوسعةً إذا احتاج الأمر.
ولعل الخلاف الأساس بين الكويتيين والإخوان كان بإنشاء دار للهجرة في منطقة العليا والتي كانت تعتبر من الأراضي الكويتية قبل اتفاقية العقير عام 1922، وهو الخلاف الذي جرّ إلى معركة حمض، التي تعتبر التمهيد لمعركة الجهراء.
ومن يقرأ الشروط التي أراد فرضها فيصل الدويش زعيم الإخوان على حاكم الكويت الشيخ سالم المبارك للقبول بالهدنة، يعرف جيداً انها منطلقات وهابية لم تكن سائدة بين أبناء الكويت حاكم ومحكومين.
فقد تضمنت الشروط: العودة للإسلام وترك المنكرات والدخان وتكفير الاتراك وترحيل الشيعة من الكويت! وهي شروط ذكرها المؤرخ حسين خلف الشيخ خزعل في كتابه تاريخ الكويت السياسي، وكذلك الدكتورة ميمونة الصباح في كتابها العلاقات الكويتية النجدية.
وقد كان رد الشيخ سالم واضحا وصريحا: (اما الإسلام فنحن مسلمون، وما كفرنا منذ أسلمنا، وان الإسلام مبني على خمسة أركان أصولية، ونحن نحافظ عليها جميعاً، وإن كنا مخطئين فإننا نعدكم بالعودة إلى طريق الإسلام الصحيح. أما إزالة المنكرات فسنزيل منها ما يسعنا إزالته. واما تكفير الأتراك فلم يثبت لدينا ما يوجب تكفيرهم، وإن كانوا لنا أعداء، فإذا ثبت كفرهم كفرناهم. وأما المطاليب الباقية فلا سبيل إلى تحقيقها) تاريخ الكويت السياسي الجزء الرابع.
وأما ما ذكره البعض هروبا من الحقيقة الواضحة من أن (المعركة حكت ظنونا خاطئة من أهل نجد التي انتهت بيقينهم إسلام وسلامة عقيدة أهل الكويت) فهو تبسيط مخل لدوافع معركة الجهراء، فالواقعة التي يعتمد عليها لسرد هذا الاستنتاج لم يروها إلا البريطانيون وهي وإن صحت تحكي عن عامة جيش الإخوان من البدو الذين خدعوا بفرية كفر أهل الكويت.. أما قادة الجيش فكانوا يريدون الاستيلاء على الكويت وتحقيق أهدافهم التي صرحوا بها في مفاوضات الهدنة.
ولم يكن انسحابهم من المعركة إلا بخديعة وقعوا فيها من حاكم الكويت الذي أوهمهم بقبول شروطهم، ثم تدخل البريطانيين وإرسال التعزيزات وتهديدهم بالهجمات الجوية إذا لم ينسحبوا نهائيا.
وللقارئ المنصف ايضا ان يقرأ رد الشيخ احمد الجابر على السيد محمد مهدي القزويني احد رموز الشيعة حينذاك الذي أبدى استعداد الشيعة الكويتيين للخروج للمعركة والقتال دفاعاً عن الوطن، فقال له: (يا سيد انك تعلم بان الإخوان يكفروننا ونحن على مذهب أهل السنة، فإذا ماعلموا بخروجكم الى قتالهم، وانتم على مذهب الشيعة فسيزيد هذا حماستهم وتتعقد علينا وعليكم الأمور وتشتد الأزمة) تاريخ الكويت السياسي الجزء الرابع.
والملاحظ ايضاً أن المفاوض الرئيسي للاخوان كان مفتيهم الشيخ عثمان بن سليمان
وهو كان معروفا بأنه من مشايخ الوهابية الكبار، فقد ذكره علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر في جمهرة الأسر المتحضرة في نجد عن هذيل وأسرها بان الشيخ عثمان بن سليمان منهم وهو (الواعظ المعروف وله مواقف مع الأخوان وحضر وقعة الجهراء).
بعد ذلك، هل هناك شك بأن حركة الاخوان هي حركة وهابية بامتياز، وأن هدفهم كان السيطرة على الكويت وتنظيفها من (الشركيات) و (البدع)، وأن الكويتيين كانوا يواجهون هذا الفكر بالذات في هذه المعركة المفصلية من تاريخ الكويت.

هناك 44 تعليقًا:

  1. أحسنت
    لكنهم لايحبون سماع هذه القصه

    عندما تذكرها لنفس الفئة يصيبهم ( الحارج )



    وفي إحدي المرات ناقشت أحدهم فقال لى البركه ببريطانيا ولولاهم لصارت الكويت جزء من الدولة الوهابيه المزمع إقامتها


    تحياتى وشكرا على الإفاده

    ردحذف
  2. الزميل العزيز



    كتبت إحدي المرات عن هذا الموضوع
    نقلا عن كتاب قيم جدا كتبه أحد البريطانيين الذين عاشوا بالكويت فى تلك الفتره هو مع زوجته

    http://panadol75.blogspot.com/2009/11/blog-post_18.html




    أنصحك بقرائته والإطلاع عليه


    تحياتى الحاره

    ردحذف
    الردود
    1. http://mynewdogaddreess.blogspot.com/2015/02/15-1435.html

      حذف
    2. المملكة العربية السعودية ( كيان قائم ) ينفي الاتهامات
      المبحث الأول
      المملكة ودعوى الوهابية
      لا يزال كثيرون من الذين يجهلون الحقيقة عن المملكة أو يتجاهلونها ، أو الذين يلمزونها أو يحسدونها يصفون المملكة بأنها ( دولة الوهابية ) .
      وقبل الدخول في رد هذا اللمز ينبغي أن أؤكد أن وصف الدولة السعودية بالوهابية يعد تزكية لا تقدر بثمن ؛ لأن الوهابية التي يعيرونها بها ، يقصدون بها دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ، والتي هي في الحقيقة : الإسلام والسنة وسبيل السلف الصالح ، والتزام كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
      أما الوهابية على الوصف الذي افتراه الخصوم ، والتي تعني ( بزعمهم ) مذهبا خامسا ، أو فئة خارجة عن السنة والجماعة ، أو التي تعني عند أهل الأهواء والبدع والافتراق وأتباعهم من الغوغاء : ( بغض النبي - صلى الله عليه وسلم - والأولياء . . . ) أو نحو ذلك من المفتريات ، فهذه المفتريات لا تعدو أن تكون أوهاما في خيالات القوم وعقولهم ، وشائعات صدقوها دون تثبت ، والمراقب للأحداث والتداعيات الأخيرة التي تلت يلحظ أن هناك شيئا من الاندفاع المريب ، نحو توريط المملكة حكومة وشعبا فيما هم منه أبرياء . وأن هذا الاندفاع الظالم ( السياسي والإعلامي والشعوبي ) المتهور ، والذي قد يوجه للمملكة وشعبها بدعوى أنهم ( وهابية ) لا يخلو من عنصر التحريض والاستعداء والظلم والحسد من قبل أعداء الإسلام أولا ، ويساندهم بل ويدفعهم كذلك أعداء السنة من أهل الأهواء والبدع والافتراق ، الذين ما فتئوا يبهتون المملكة وشعبها بالمفتريات ، ويعطون عنها معلومات كاذبة ومشوشة ، وأرى أن هذا التوجه الظالم هو أكبر محرض على المملكة بخاصة ، وأهل السنة بعامة .
      إن كل الذين أطلقوا هذه المفتريات والبهتان ، والذين صدقوا هذه الشائعات ، ليس عندهم من الدليل والبرهان ما يثبت شيئا من مزاعمهم ، بل المنصف والباحث عن الحقيقة يجد الأمر خلاف ما يفترون .
      فها هي المملكة العربية السعودية ( حكومة وشعبا ) كيان شامخ ملأ سمع العالم وبصره ، ظاهرة بكيانها الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ، والدولي ، وجميع أحوالها وإصداراتها " - ص 396 -" العلمية والإعلامية والأدبية والثقافية ، والفكرية وغير ذلك كله ينفي هذه المزاعم ، إذن فالمثالب التي ينسبونها لما يسمونه ( الوهابية ) ودولتها وأتباعها لا حقيقة لها .

      حذف
    3. وقد نفى الملك عبد العزيز هذه الفرية في خطابه الذي ألقاه في مكة في غرة ذي الحجة عام 1347هـ قائلا :
      « يسموننا « الوهابيين » ، ويسمون مذهبنا « الوهابي » باعتبار أنه مذهب خاص . . وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض . .
      نحن لسنا أصحاب مذهب جديد أو عقيدة جديدة ، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد ، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح .
      ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة . . . كلهم محترمون في نظرنا . . .
      هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها ، وهذه هي عقيدتنا ، وهي عقيدة مبنية على توحيد الله - عز وجل - خالصة من كل شائبة منزهة من كل بدعة ، فعقيدة التوحيد هذه هي التي ندعو إليها ، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من محن وأوصاب »

      حذف
    4. ويقول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - حفظه الله - مؤكدا هذه الحقيقة :
      « أما عما يقال من أن المملكة تتبع مذهبا غير المذاهب الأربعة ويطلق عليه المذهب الوهابي ، فإن الوهابية ليست مذهبا وإنما هي حركة دينية إصلاحية ظهرت في وقت انتشرت فيه الضلالة والأوهام ، فحاربت البدع وردت الأمور إلى أصولها ، وهي في النهاية ليست مذهبا دينيا تتبعه المملكة ، وإن ما يقال عنا خطأ شائع ألصق بالمملكة بلا سند من الواقع » .
      فالمملكة حين تنفي أن تكون ( وهابية ) بالمفهوم المشوه ، فإنها لا تتنصل من رسالتها السامية " - ص 397 -" في نصرة الإسلام والدعوة إليه ، وتعتز بهذا النهج وإن سماه الآخرون ( وهابية ) .
      فهي تعلم أن التمكين الذي حصل لمؤسس هذه الدولة الملك عبد العزيز ورعيته ، لم يكن إلا لأنهم نصروا الله تعالى ، ونصروا دينه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وأعلوا راية التوحيد وحرب البدع ، وكانوا قبل ذلك مستضعفين في الأرض حتى من الله عليهم بهذه الدعوة المباركة فنصروها ونشروها ، فنصرهم الله كما قال تعالى : ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين [ سورة القصص ، آية : 5 ] .

      حذف
    5. فقيام الدعوة والدولة كان حصيلة ما وعد الله به من نصر الدين من التمكين في الأرض والمنة على المستضعفين ، وهو حلقة من حلقات الصراع بين الحق والباطل ، وكان هذا هو الحل الشرعي والتاريخي والسياسي لأوضاع الأمة كلها لو أنها سلكت هذه الطريق .
      فقد قامت دولة التوحيد في وقت كادت الأمة أن تيأس من عودة الدين ، لقد أثبتت هذه الدولة وتجربتها أن الإسلام هو الحل ، وأنه صالح لكل زمان ومكان .
      وأن الإسلام لا يمنع من قيام دولة حديثة ذات كيان سياسي واقتصادي ومدني وحضاري مع اعتماد الدين عقيدة وشريعة في كل شؤون الحياة .
      كانت هذه الدعوة - دولتها - « هي أقوى وأبرز طرح للحل الإسلامي في ظروف الهزيمة الشاملة للمسلمين » أمام الغزو الأجنبي الذي يقوم على اعتبار الإسلام دينا استنفد أغراضه وانتهى دوره وأثره ولم يعد صالحا للحياة ، وأن المدنية الغربية هي البديل ، وأن هذه النظرية حقيقة ، وحتمية تاريخية .
      وإن كان هذا النصر والتمكين من الله - عز وجل - ناتجا عن كونها ( وهابية ) فليت الأمة كلها تكون وهابية! .
      لقد سادت في العالم الإسلامي شعارات وحركات كثيرة من قومية وعلمانية وبعثية ، واشتراكية وديموقراطية ، ثم فشلت وسقطت ؛ لأنها كلها تجاهلت الإسلام ، أو حاربته ، وكاد اليأس يتطرق إلى كثير من عامة المسلمين من عودة دولة الإسلام ، فإذا هي تنشأ في الظروف الحالكة على يد الملك عبد العزيز ، وتقوم دولة التوحيد والسنة التي يسمونها ( الوهابية ) ، وتقيم كيانا لـه اعتباره الديني والسياسي والاقتصادي . الإسلامي والعربي والعالمي .

      حذف
    6. يكفيه فخرا نجاحه في تطبيق الإسلام بمفهومه الشامل باتزان واعتدال ، واعتزاز " - ص 398 -" وهيبة ، مما أدى إلى تخفيف وطأة التغريب حتى بقيت البلاد ثابتة على المسلمات والثوابت ( وإن ضعفت أحيانا ) فلا يزال الإسلام هو دين الدولة والمجتمع ، والكتاب والسنة هما مصدر التشريع ، والأحكام الإسلامية في الأنظمة والقضاء هي السائدة ، وشعائر الدين ظاهرة ومصونة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائم ، والشمل مجتمع بحمد الله .
      ومما يدفع عن المملكة تهمة المذهبية - أو ( الوهابية ) على مفهوم الخصوم - أنها تحمل الكثير من هم المسلمين جميعا في كل بقاع المعمورة .
      واهتمام المملكة بالمسلمين عموما في كل العالم أمر مستفيض ويشهد لـه الواقع ، وكان هذا من الأسس التي قامت عليها ، قال الملك عبد العزيز في خطاب لـه في جدة عام 1926 ( يناير ) :
      « ثم إن لنا على الدول حقا فوق هذا كله ، وهو أهم شيء يهمنا مراعاته ، وذلك أن لنا في الديار النائية والقصية إخوانا من المسلمين ومن العرب . . . نطلب مراعاتهم وحفظ حقوقهم ، ولي الأمل الوطيد في أن الحكومات المحترمة ذات العلاقة بالبلاد الإسلامية والعربية لا تدخر وسعا في أداء ما للعرب والمسلمين من الحقوق المشروعة في بلادهم » .
      وبهذا ندرك أن الذين ينتقدون المملكة ، أو يستهدفونها بدعوى أنها ( دولة الوهابية ) إنما يستهدفون الإسلام نفسه ، ويستهدفون قلب العالم الإسلامي ومقدساته .

      حذف
  3. الاخ رهبري
    شكرا على المرور
    بالفعل هم يحترفون الهروب الى الامام وكثيرا ما يركزون على امور مختلقة ويعتبرونها حقائق لا غبار عليها..
    تحياتي

    ردحذف
  4. اخي بندول
    شكرا على مرورك وتعليقك
    قرأت مقالتك في المدونة وان شاء الله اراجع الكتاب
    تحياتي الخالصة

    ردحذف
  5. الشيعة لم يشاركوا في الحرب واشتكوا ذلك الى المندوب البريطاني هذا هو الحق ولا احد يستطيع أن يغير الحقيقة

    ردحذف
  6. وبالرغم من أن ميثاق المجلس كان ينص على وجود ممثلين اثنين لذوي الأصول الإيرانية، إلاً أنه لم يتم اختيار أحد منهم، ويرجح المديرس "أن السبب من وراء استبعاد الشيعة يعود إلى عدم الرضى، والسخط من الجانب السني على الموقف الذي اتخذه الكويتيون من أصول إيرانية والذي تمثل في امتناعهم عن المشاركة في معركة الجهراء في عام 1920 بين الكويت وابن سعود، حيث ذهبت مجموعة منهم إلى المقيم السياسي البريطاني، وعبروا له عن عدم استعدادهم للمشاركة في هذه الحرب على أساس أنهم ليسوا مواطنين كويتيين، بل إيرانيون".

    وفي سنة 1938، رفع الشيعة صوتهم مطالبين بأن يكون لهم تمثيل في المجلس التشريعي، والمجلس البلدي، وفتح مدرسة ومحكمة خاصة بهم.. لكن المجلس التشريعي رفض هذه المطالب "وعلى إثر ذلك تقدم عدد كبير من الشيعة المنحدرين من أصول إيرانية، إلى المقيم السياسي البريطاني في الكويت بطلب منحهم الجنسية الإنجليزية والذي اعتبره المجلس التشريعي تحدياً لهيبة المجلس مما أدى إلى أن يصدر المجلس التشريعي قراراً بإبعاد كل كويتي يتجنس بجنسية أجنبية وأن يغادر الكويت خلال شهرين مع حرمانه من كافة حقوقه".

    بعد ذلك اتجه الشيعة للتحالف مع الأسرة الحاكمة والإنجليز والمحافظين من كبار العائلات السنيّة للإطاحة بالمجلس التشريعي، بعدها تم افتتاح مدرسة إيرانية جلبت مناهجها الدراسية من إيران.

    ردحذف
  7. مشاركة الشيعة في معركة الجهراء ثابتة لدى كل من كتب بانصاف وهو موثق في صدور الشيبة الاحياء منهم والذين توفوا قبل سنوات قليلة..
    أما ما نقله المديريس حول مجلس 21 و38 فهو من مفتريات المغرضين ..وما عليك إلا بمراجعة كتاب الدكتورة ميمونة الصباح لتكتشف الزيف هذا..
    ولدي سؤال من عمل على اقامةالمجلس اذا الانكليز والاسرة الحاكمة والشيعة والمحافظين من كبار العائلات السنية عملت على الاطاحة بالمجلس التشريعي؟

    ردحذف
  8. عجيب أمرك يا سلام ألم تقل ======وللقارئ المنصف ايضا ان يقرأ رد الشيخ احمد الجابر على السيد محمد مهدي القزويني احد رموز الشيعة حينذاك الذي أبدى استعداد الشيعة الكويتيين للخروج للمعركة والقتال دفاعاً عن الوطن، فقال له: (يا سيد انك تعلم بان الإخوان يكفروننا ونحن على مذهب أهل السنة، فإذا ماعلموا بخروجكم الى قتالهم، وانتم على مذهب الشيعة فسيزيد هذا حماستهم وتتعقد علينا وعليكم الأمور وتشتد الأزمة) تاريخ الكويت السياسي الجزء الرابع.=====
    فهنا طلبوا المشاركة و ردهم الشيخ أحمد الجابر ====== و مشاركتك الأخيرة تأكد بأنهم شاركوا ======مشاركة الشيعة في معركة الجهراء ثابتة لدى كل من كتب بانصاف وهو موثق في صدور الشيبة الاحياء منهم والذين توفوا قبل سنوات قليلة ====== ترى حنا مو بالأحسينيات نصدق أي شيئ يقال و تناقضك ما يمشي علينا ===== وحبيت أذكرك أن الأنصاف لا ياتي بالمتناقضات

    ردحذف
  9. مع الاحترام للكاتب الشيعه مع الاسره هم من دحرو كيد الوهابيين في نحورهم ونذكر الشهيد قبزارد ومجموعه وثله كبيره ساهمت في دحر الوهابيين التكفيرين عن ارض الكويت

    ردحذف
  10. رسالة: إن سيد قطب هو الأب الروحي للجماعات الإرهابية فى هذا الزمان , وهذا ليس افتراءً عليه ولا عليهم ، وإنما هو بإعترافاتهم , بما أصله سيد قطب فى كتبه من فكر تكفيري للمجتمعات وإستلاح دماء المسلمين بحجة أنهم لم يدخلوا الإسلام وإن رفعوا الأذان على المآذن !!!!!!!! وهذا جانب من كلمات القوم !! قال أيمن الظواهري في صحيفة الشرق الأوسط، عدد 8407- في 19/9/1422هـ: إن سيد قطب هو الذي وضع دستور “الجهاديين !!” في كتابه الديناميت!! : (معالم في الطريق)، وإن سيد هو مصدر الإحياء الأصولي!!، وإن كتابه العدالة الاجتماع ية في الإسلام، يعد أهم إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية!، وإن فكره كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم). انتهى قال عبدالله عزام في كتابه “عشرون عاما على استشهاد سيد قطب “: ((والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه المبارك في تفكيرهم. ولقد كان لاستشهاد سيد قطب أثر في إيقاظ العالم الإسلامي أكثر من حياته ، ففي السنة التي استشهد فيها طبع الظلال سبع طبعات بينما لم تتم الطبعة الثانية أثناء حياته ، ولقد صدق عندما قال: ( إن كلماتنا ستبقى عرائس من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء). ولقد مضى سيد قطب إلى ربه رافع الرأس ناصع الجبين عالي الهامة ،وترك التراث الضخم من الفكر الإسلامي الذي تحيا به الأجيال ، بعد أن وضح معان غابت عن الأذهان طويلا ، وضح معاني ومصطلحات الطاغوت ، الجاهلية ، الحاكمية ، العبودية ،الألوهية ، ووضح بوقفته المشرفة معاني البراء والولاء ، والتوحيد والتوكل على الله والخشية منه والالتجاء إليه. والذين دخلوا أفغانستان يدركون الأثر العميق لأفكار سيد في الجهاد الإسلامي وفي الجيل كله فوق الأرض كلها)) . انتهى ================================================================

    ردحذف
  11. ختصر تحذيرات كبار العلماء من سيد قطب 1) قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله عن سيد قطب * كلامه في الاستواء يدل على أنه مسكين ضائع في التفسير * كلامه في الصحابة خبيث فيجب أن تمزق كتبه * استهزاؤه بالأنبياء ردة مستقلة 2) قال محدث العصر الإمام الألباني رحمه الله عن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه ومنحرف عن الإسلام المصدر : (سلسلة الهدى والنور الشريط رقم 785 الدقيقة 11 تقريبًا) 3) قال الشيخ إبن عثيمين رحمه الله عن سيد قطب * أخطأ من ينصح الشباب بقراءة كتب سيد قطب وحسن البنا * قال قولاً عظيماً مخالفاً لما عليه أهل السنة والجماعة؛ حيث أنه يقول بوحدة الوجود * تفسيره فيه طوام فلا ينصح بقرائته من مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد العثيمين (3/99) . 4) قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله عن سيد قطب لا يقال لهؤلاء الكتاب علماء وإنما مفكرون ولولا أن سيد قطب معذور بالجهل لكفرناه لكلامه الإلحادي 5)قال الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله عن سيد قطب في كتاب الظلال والعدالة لسيد قطب ضلالات ظاهرة كتبه مليئة بما يخالف العقيدة ، فالرجل ليس من أهل العلم 6) قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء عن سيد قطب السائل :ما رأيُكم – أيضا -في قول القائل : (( وحين يركنُ معاوية وزميله عمرو إلى الكذب والغش والخديعةوالنفاق والرشوة وشراء الذمم، لا يملك عليٌّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلاعجب أن ينجحان ويفشل، وإنه لَفَشل أعظم من كل نجاح)) هل هذا الكلام من جملة سب الصحابة ؟ ..الجواب : هذا كلامُ باطنيٍّ خبيث، أو يهوديٍّ لَعين، ما يتكلم بهذا مسلم . عمرو بن العاص شهد له النبي – صلى الله عليه وسلم – بالجنة، ومعاوية من فضلاء الصحابة، وقد رضي الله [ لهم ] الدين ، [ وأهل ] وتقوى وصلاح، لا يشك مسلم فيهم، وما فعلوا شيئا يُعاب عليهم، وكلُّ ما قاله أولئك فمُجرَّد فرية وكذب وتضليل، – وعياذا بالله -عنوانُ نفاق مِمّن قاله ..ا .هـ(15 رجب 1426 هـ ..من سلسلة محاضرات التوحيد المقامة بالطائف لعام 1426 هـ ) 7) قال العلامة المحدث الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله عن سيد قطب إن كان ( سيد قطب ) حياً فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً … 8 ) قال العلامة الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله عن سيد قطب قال عن قول له في “الظلال ” هذا قول أهل الاتحاد الملاحدة الذين هم أكفر من اليهود والنصارى أخيرا : يجب أن نعلم أن : * إعدامه ليس دليلا على صوابه. ونحن نسأل الله أن يكون ماواجهه من المحن سبيلا لتكفير ذنوبه ورفع درجاته * أكبر مسألة أخطأ فيها سيد هي مسألة الحاكمية فقد فسر الشهادتين بها وكفر كل من لم يحكم بما أنزل الله مطلقاً دون تفصيل وكفر على هذا الأساس المجتمعات الإسلامية وجعلها مجتمعات جاهلية ومساجدهم معابد وثنية وطعن في خلافة عثمان ومعاوية بناءً على هذا الأصل الفاسد وزكى قتلة عثمان وقال إن ثورتهم تمثل روح الإسلام

    ردحذف
  12. الثورة على عثمان بن عفان – رضي الله عنه – بين قول النبي صلى الله عليه وسلم و قول سيد قطب عن عائشة – رضي الله عنها – قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا عثمان إن الله عز وجل مقمصك قميصا، فإن أرادك المنافقون على أن تخلعه، فلا تخلعه لهم، ولا كرامة » يقولها: له مرتين أو ثلاثا . رواه أحمد والحاكم قال سيد قطب : (( وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحقُّ بالباطل ، والخير بالشر ، ولكن لا بدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقربَ إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان ، أو بالأدق من موقف مروان ومِن ورائه ======================================================سيرة سيد قطب في سطور سيرة سيد قطب في سطور (البدايات الأولى) نشأ سيد قطب في أسرة لا تخلو من بعض البدع فكان أبوه يقرأ سورة الفاتحة كل ليلة بعد طعام العشاء ويهديها لروح أبيه وروح أمه، بحضرة أولاده (1) . ومن العادات التي نشأ عليها التزام والده بإقامة حفلات ختم القرآن التي كان يقيمها في المنزل لا سيما في شهر رمضان (2). كما كانت قريته تسمى بلدة (الشيخ عبد الفتاح) لأنه أحد أوليائها!! وله فيها مقام بارز!!. هكذا يحكى الخبر دون إنكار موجود لا من سيد ولا من الخالدي (3) . (الصبي يحفظ القرآن تحدياً) حفظ سيد القرآن وهو صبي من باب التحدي وذلك أن مدرس القرآن فصل من عمله فأشاع أن الدولة تحارب القرآن وطالب أهل القرية سحب أولادهم من المدرسة وتحويلهم إليه في كُتّابه، فوافق بعض أولياء الأمور ومنهم والد سيد، ودرس سيد اليوم الأول فلم يعجبه الكُتّاب ورجع إلى المدرسة، وصار يحفظ في كل سنة عشرة أجزاء في منزله حتى يثبت أن المدرسة لا تحارب القرآن، وليت سيد واصل دراسة القرآن دراسة شرعية والانتفاع به ولكن للأسف لم يفعل ذلك. (ثقافة صوفية خرافية منذ الصبا) كان سيد مولعاً بالقراءة واقتناء الكتب منذ صباه، فجمع خمسة وعشرين كتاباً كان مولعاً بها إلى درجة العشق ومن هذه الكتب (البردة، سيرة إبراهيم الدسوقي، السيد البدوي، عبد القادر الجيلاني، دلائل الخيرات، دعاء نصف شعبان) (4). وكلها من كتب البدع والتصوف والخرافات والقبورية والغلو كما هو معلوم. (ثم صار الصبي مشعوذاً) ومن المؤسف أنه كان في مكتبة والده المنزلية كتابان غريبان يتعلقان بالشعوذة والسحر وهما كتاب (أبي معشر الفلكي) وكتاب السحر (شمهورش) ويستخدمان في قراءة الطالع وسحر الصرف والعطف. وقد تعلم سيد قطب هذه الشعوذة في صغره، وصار يمارسها في قريته، فكان المشعوذ المفضل فيها لعموم النساء والفتيات والشبان لصغر سنه، ولكونه يقوم بتلك الأعمال بلا أجرة. وقد سجل ذلك عن نفسه هو في كتابه (طفل من القرية) (5). (تائه يقترب من الإلحاد) لما انتقل من القرية إلى القاهرة في المرحلة الثانوية بدأ مرحلة الشك، وعدم اليقين، والتخلي عن الدين ،والانشغال بعضوية حزب الوفد مدة طويلة (6) ، واستمر معه هذا التيه والضياع حتى بلغ الأربعين (7). خلال هذه المدة الطويلة اشتغل بالأدب والنقد، وكان نقده يمتاز بالقوة، والهجوم، والهمز واللمز، والسخرية المقذعة والهجاء (8). (الانتقال) سلك بعد ذلك طريقاً جديداً درس فيه القرآن من ناحية بيانية أدبيه، ثم أخذ يكتب المقالات التي ينتقد فيها أوضاع المجتمع، ثم شارك في الثورة ضد الأسرة المالكة في مصر حتى تم القضاء على ملكها، ثم التحق بالإخوان المسلمين، ثم اختط لنفسه منهجاً جديداً لكنه تحت إطار حركة الإخوان المسلمين، ونشر اتجاهه عبر خلايا سرية، اكتشفت فيما بعد، وحوكم وقتل على إثرها. ماذا يستفاد من مجمل سيرته الذاتية؟ ليس في سيرته ما يشير من قريب ولا بعيد أنه درس علوم الإسلام من توحيد ولا حديث ولا تفسير ولا فقه ولا أصول فقه ولا غير ذلك على أحد من علماء المسلمين المعتبرين، وإنما غاية أمره اطلاعات ذاتية الله أعلم بحقيقة مصادره فيها، بل كان فيها كتب السحر والشعوذة والتصوف والقبورية والخرافة، والذي يظهر إلى ذلك أيضاً أنه كان يقرأ للشيعة والخوارج والمعتزلة و أضرابهم، وأنه كان بعيداً غاية البعد عن كتب أهل السنة والأثر لا يلتفت إليها ولا يرفع بها رأساً، ولهذا جاءت تقريراته في غاية البطلان والانحراف عن حقيقة الإسلام سواء في أصول الدين أو فروعه؛ وعلى هذا فمن الغش الكبير للمسلمين أن يُجعلَ منه إماماً يقتدون بهديه، ويستنون بسنته. إنّ من لم يجعل المتقين _ وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه وأئمة التابعين لهم بإحسان _ من لم يجعلهم أئمة له لا يصلح أبداً أن يكون إماماً للمتقين من بعده، لأن الدين مبني على الاتباع وليس على الاختراع، وبهذا يحفظ الدين خالصاً نقياً من كل شائبة والله أعلم.

    ردحذف
  13. في حقيقة الحركة الإصلاحية أو ما يسمى ( الوهابية ) وبواعثها ما ينفي المزاعم
    المبحث الأول : حقيقة الحركة الإصلاحية والدولة السعودية الأولى :

    هي الإسلام على منهج السلف الصالح :

    من الحقائق الثابتة الجليلة أن الدعوة الإصلاحية التي قام بها المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي - رحمه الله - ( 1115 - 1206هـ ) ( 1703 - 1792م ) ونصرها الإمام المجاهد محمد بن سعود - رحمه الله - ت ( 1179هـ ) ( 1765م ) إنما هي امتداد للمنهج الذي كان عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة على امتداد التاريخ الإسلامي ، وهو منهج الإسلام الحق الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والتابعون وأئمة الدين من الأئمة الأربعة ونحوهم من أهل الحديث والفقه وغيرهم .
    إذن فهذه الحركة المباركة لم تكن في حقيقتها ومضامينها ومنهجها العقدي والعلمي والعملي ، إلا معبرة عن الإسلام نفسه ، مستهدفة إحياء ما اعترى تطبيقه من قبل كثير من المسلمين من غشاوة وجهل وإعراض ، بتصحيح العقيدة ، وإخلاص العبادة ، وإحياء السنة ، ومحاربة الشركيات والبدع والمحدثات في الدين .
    يقول الأستاذ / عبد الرحمن الرويشد في كتابه « الوهابية حركة الفكر والدولة » مؤكدا أصالة الفكرة الوهابية وأنها ليست مذهبا جديدا ، إنما هي إحياء للدين الحق : « ليست الفكرة الوهابية السلفية ديانة جديدة أو مذهبا محدثا كما أشاع ذلك خصومها ، وإنما هي ثمار جهود مخلصة تنادي بالعودة إلى نموذج بساطة الإسلام والاستمداد في التشريع من نبعه الصافي ، كما تدعو إلى حركة تطهير شاملة لكل ما أدخل على المعتقد الديني من شرك وبدع وزيغ وضلال أدت كلها إلى تشويه حقائق الإيمان وأفسدت رواء الدين ، وأبعدت أبناءه عن قوة التزامه معتقدا وسلوكا .

    ردحذف
  14. إطلاق ( الوهابية ) على هذه الدعوة الإصلاحية انطلق أولا من الخصوم ، وكانوا يطلقونه على سبيل التنفير واللمز والتعيير ، ويزعمون أنه مذهب مبتدع في الإسلام أو مذهب خامس .
    - ص 34 - ولم يكن استعمال ( الوهابية ) مرضيا ولا شائعا عند أصحاب هذه الحركة وأتباعهم ، ولا عند سائر السلفيين أهل السنة والجماعة ، وكان كثير من المنصفين من غيرهم والمحايدين يتفادى إطلاق هذه التسمية عليهم ؛ لأنهم يعلمون أن وصفهم بالوهابية كان في ابتدائه وصفا عدوانيا إنما يقصد به التشويه والتنفير وحجب الحقيقة عن الآخرين ، والحيلولة بين هذه الدعوة المباركة وبين بقية المسلمين من العوام والجهلة وأتباع الفرق والطرق ، بل وتضليل العلماء والمفكرين الذين لم يعرفوا حقيقة هذه الدعوة وواقعها .
    ولقد صار لقب ( الوهابية ) وتسمية الحركة الإصلاحية السلفية الحديثة به هو السائد لدى الآخرين من الخصوم وبعض الأتباع والمؤيدين المحايدين ( تنزلا ) .
    وهو الوصف الرائج عند الكثيرين من الكتاب والمفكرين والمؤرخين والساسة ، والمؤسسات العلمية ، ووسائل الإعلام إلى يومنا هذا ، بل تعدى الأمر إلى التوسع في إطلاق الوهابية على أشخاص وحركات منحرفة عن المنهج السليم ، وتخالف ما عليه السلف الصالح وما قامت عليه هذه الدعوة المباركة ، وهذا بسبب تراكمات الأكاذيب والأساطير التي نسجت حول الدعوة وأهلها بالباطل والبهتان .
    أما أتباع هذه الحركة فهم لا يرون صواب هذه التسمية ( الوهابية ) ولا ما انطوت عليه من مغالطات وأوهام ، لاعتبارات مقنعة كثيرة ؛ شرعية وعلمية ومنهجية وموضوعية وواقعية ، تتلخص فيما أشرت إليه في التعريف من أنها تمثل تماما الإسلام الحق الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن سلك سبيل الهدى ، وإذن فحصره تحت مسمى غير الإسلام والسنة خطأ فادح وبدعة محدثة ومردودة .
    فالدارس لهذه الدعوة المباركة بإنصاف وموضوعية سيتوصل - حتما - إلى أنها إنما تنادي بالرجوع إلى الإسلام الصافي ، وأنها امتداد للدين الحق ( عقيدة وشريعة ومنهاج حياة ) والمتمثل - بعد حدوث الافتراق في الأمة الإسلامية - بالتزام نهج النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والتابعين ومن سلك سبيلهم وهم السلف الصالح أهل السنة والجماعة .
    وإذا كان الأمر كذلك ؛ أعني أن الدعوة هي الإسلام والسنة التي جاء بها النبي - ص 35 - - صلى الله عليه وسلم - وما عليه سلف الأمة . . . فلا معنى لإفرادها باسم أو وصف ( كالوهابية ) أو غيره ، لكن قد ترد على ألسنة علماء الدعوة ومؤيديها أو غيرهم بعض الأوصاف الشرعية الصحيحة لها أو لأتباعها والتي لا تتنافى مع رسالتها مثل : دعوة الشيخ : الدعوة ، الدعوة الإصلاحية ، دعوة التوحيد ، السلفية ، وقد يوصف أهلها بالسلفيين والموحدين ، وأهل التوحيد ، وأهل السنة ، والحنابلة ، والنجديين . ونحو ذلك من الأوصاف الشرعية الحسنة ، أو المقبولة .

    ردحذف
  15. من فضل الله على أتباع هذه الدعوة المباركة أن لقب ( الوهابية ) من الخصوم في كثير من الأحيان يحمل معان إيجابية ويعتز بها أتباعها وعموم أهل السنة ، وإن قصد به خصومهم اللمز والسب .
    وذاك - على سبيل المثال : حين يطلقونها على من يقيم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهو أصل من أصول الإسلام وشعائره العظيمة ، ومن أكبر خصائص الأمة المسلمة ، ومن خصال الخيرية لهذه الأمة كما قال تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر [ سورة آل عمران ، من الآية : 110 ] .
    وحين يطلقون ( الوهابية ) كذلك على الأخذ بالكتاب والسنة والتمسك بالدين وتوحيد الله تعالى ، ونبذ الشركيات والبدع ، وهذه صفة مدح وتزكية يفرح بها المؤمنون .
    وحين يطلقون ( الوهابية ) على اقتفاء منهج السلف الصالح الذي هو سبيل المؤمنين ، وسنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - وهذه تزكية لا تقدر بثمن .
    والناظر في مفاهيم الناس حول ما يسمونه ( الوهابية ) يجد الكثير من الغبش والخلط والتناقض والاضطراب .
    فالوصف السائد للوهابية عند أغلب الخصوم ومن سار في ركابهم يقصد به : كل من لا يعمل بالبدع ولا يرضاها ، وينكرها ولا يقرها .
    وقد يقصد بـ ( الوهابية ) كل مذهب غريب وشاذ .
    وآخرون يطلقون ( الوهابية ) على كل من كان على مذهب أهل السنة والجماعة ، مقابل الشيعة أو مقابل الفرق الأخرى . وقد يخصصه بعضهم بالاتجاهات السلفية ، وأهل الحديث ، وأنصار السنة ونحوهم .
    وقد توسعت بعض وسائل الإعلام والاتجاهات الغربية ومن دار في فلكها بإطلاق - ص 36 - ( الوهابية ) على كل مسلم ينزع إلى التمسك بشعائر الدين وأحكامه وربما ترادف عندهم عبارة ( أصولي ) أو متزمت أو متشدد ، والمتمسك بالدين عندهم : متشدد .
    وبعض المؤسسات والدوائر الغربية ومن تأثر بها صارت عندهم ( الوهابية ) ترادف : التطرف ، والإرهاب والعنف ، والعدوانية . ونحو ذلك ، وهذا تصور خاطئ وحكم جائر .

    ردحذف
  16. في الآونة الأخيرة وبعد أحداث ( 11 سبتمبر ) في أمريكا وتداعيتها كثرت الأساطير والأوهام حول الوهابية ، إلى حد أن بعض خصوم الدعوة والحاقدين على المملكة العربية السعودية وأهلها ، من المسلمين وغير المسلمين رموها بأنها هي التي وراء هذه الأحداث ، وقد تلقف هذه الأسطورة بعض الإعلاميين ، والكتاب والساسة .
    وهذه التناقضات في التعاريف كافية في الدلالة على أن الناس لا يزالون في أمر مريج يتخبطون في مواقفهم وأحكامهم على هذه الدعوة الإصلاحية وأتباعها ودولتها ، وأن غالبهم لا يعرف حقيقتها ، أو أن الأهواء والتعسف والظلم والتقليد والعشوائية والجهل هي التي تسيطر على مواقف الناس وأحكامهم على هذه الدعوة وأهلها ودولتها .
    إن الدعوة الإصلاحية بأي اسم سماها الناس ، أو وصف وصفوها به ، فهي على كل الأحوال : كيان حي يمثل الإسلام ، والسنة النقية الصافية ، كما جاء بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وكما فهمها الصحابة والسلف الصالح ، وهي بريئة مما اتهمت به كل البراءة كما سيأتي بيانه .

    وادي ىالذئاب في الجزائر ع==الذئاب =علي بلحاج عباس مدني= تلاميذة السيد قطب الذي يكفر المجتمع العربي والاءسلامي ويستحل دمائه بالذنوب=)) الخوارج كلاب النار يقتلون اءهل الاءسلام ويتركون اءهل الصلبان =)) الفيس الاءرهاب في الجزائر جزء ممول من طرف السيد قطب= واليهود التلمود الذي سيطر على العالم وسفكت دما ء الجزائريين بسبب الخوارج الاءرهابيين القرظاوي عميل اليهود= بتكفير الجزائريين واءستحلال دمائهم=) واليهود مولت الخوارج الفيس جبهة التكفير وسفك الدماء= بالسلاح
    =)))قال الرسول عليه الصلاة=لعنة الله على اليهود والنصارى اءتخذوا قبور اءنبيائهم مساجدا من دون الله=)))) محمد بن عبد الوهاب التميمي= من قبيلة بن تميم) قبيلة العلماء=)) الشيخ الوهاب=)) الوهاب = اءسم وصفة صفات الله عز وجل= ومن اءنكر هذا الاءسم فهو جاحد للاءسماء الله=))الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله=)تلميذ الشيخ الاءسلام اءبن تيمية رحمه الله=وتتلمذوا =على الصحابة رظي الله عنهم=))عبد الله بن العباس رضي الله عنهم= والرسول عليه الصلاة والسلام=)) وهدموا القبور التي تعبد من دون الله=))) ولم يتتلمذوا على يد الفلاسفة اليهود والرومان=)))) كما فعل=== السيد قطب والقرظاوي= والغزالي= والجهم بن صفوان==تلاميذة الفلاسفة الرومان اليهود= اءرساطيطس= سقراط= الطغاة= الذين يحرفون الاءسماء والصفاة=)) ومن طعن في دعوة =) الشيخ محمد بن عبد الوهاب=) فقد طعن=)) وكفر بدعوة االرسول عليه الصلاة والسلام=)والاءصل =فهو= مكذب للقراءن والسنة والنبوية==وكافر بالله عز وجل=))

    ردحذف
  17. - حقيقة الدعوة كما شهد بها المنصفون وإنه لمن المفيد أن أسوق كلام بعض الشهود من غير النجديين الذين عايشوا هذه الدعوة ودولتها المعاصرة وعلماءها وأهلها عن كثب ومنهم : الأستاذ ( حافظ وهبة ) إذ يقول تحت عنوان : ( ما هي الدعوة الوهابية ؟ ) : « لم يكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب نبيا كما ادعى نيبهر الدانمركي ، ولكنه مصلح مجدد داع إلى الرجوع إلى الدين الحق ، فليس للشيخ محمد تعاليم خاصة ، ولا آراء خاصة وكل ما يطبق في نجد من الفروع هو طبق مذهب الإمام أحمد بن حنبل وأما في العقائد فهم يتبعون السلف الصالح . ويخالفون من عداهم ، وتكاد تكون عقائدهم وعباداتهم مطابقة تمام المطابقة لما كتبه ابن تيمية وتلاميذه في كتبهم ، وإن كانوا يخالفونهم في مسائل معدودة من فروع الدين . وهم يرون فوق ذلك أن ما عليه أكثر المسلمين من العقائد والعبادات لا ينطبق على أساس الدين الإسلامي الصحيح .
    وشاهد آخر وهو الدكتور منير العجلاني إذ يقول مجيبا على التساؤل :
    ( ما هي صفة الحركة الوهابية ؟ )

    « لقد تساءل غير واحد من المؤلفين هذا السؤال ، وكانت الأجوبة مختلفة . . . فبعضهم يرى أنها حركة دينية خالصة ، تريد الرجوع بالإسلام إلى صفائه الأول ، وأنها لذلك كافحت الشرك في كل ألوانه وأنكرت البدع التي أحدثت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - .
    وبعضهم يرى أنها حركة سياسية ، غايتها فصل نجد والبلاد العربية عن الخلافة العثمانية ، وإقامة حكومة عربية مستقلة ، وأن الدين لم يكن إلا وسيلة لتحقيق هذا الغرض .
    وآخرون يرونها مزيجا من الدين والقومية ؛ لأنها كافحت في الميادين لتحقيق غايات دينية وقومية ، وألفت حكومة ، وأوجدت نظاما مبنيا على الإسلام ، ضمن الإطار السلفي .
    ويقول المستشرق الفرنسي « هنري لاوست » : إن روح الحركة الوهابية ومعناها لم يتحددا في وضوح كامل .
    - ص 38 - يقال حينا إن الوهابية حركة دينية غايتها إعادة الإسلام إلى صفائه الأول . وتعرف حينا آخر بأنها حركة تطهير ، يغلب عليها التشدد ، وترفض - كالبروتستانتية - عقيدة تقديس الأولياء ، وتكافحها كفاحا لا هوادة فيه .
    وكل هذا إنما هو محاولة لتعريف الوهابية ببعض صفاتها الثانوية المتفرعة عنها ، كما رآها أعداؤها ، أو كما أظهرها الغلاة من أتباعها . . .
    ولا سبيل إلى فهم الحركة الوهابية وتعريفها تعريفا صحيحا ، إلا بالرجوع إلى كتاب « السياسة الشرعية » ، لابن تيمية ، ومتى فعلنا ذلك استطعنا أن نعرف الوهابية بأنها : حركة إصلاح وتجديد ، سياسية ودينية ، ترمي إلى إنشاء دولة إسلامية على الأسس التي أوردها ابن تيمية ، في كتاب « السياسة الشرعية » .
    وحسبنا أن نقرأ المجموعات التي نشرتها الحكومة العربية السعودية باسم : « مجموعة الرسائل والمسائل النجدية » حتى ندرك تماما أن الأفكار الوهابية مستمدة من « السياسة الشرعية » و « الحسبة » لابن تيمية ، و « السياسة الحكمية » ، لابن القيم الجوزية .

    ردحذف
  18. رأينـــا وعندنا أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب : عودة إلى الإسلام في أول أمره ومطلع فجره ، ومتى قلنا ذلك كفينا أنفسنا عناء الجدل العقيم .
    ذلك أن من دعا إلى الإسلام الأول ، فإنما يدعو إلى الإسلام كما كان يرى في المدينة ، في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ثم في عهود الخلفاء الراشدين » .
    إلى أن قال : « وحركة محمد بن عبد الوهاب هي حركة تجديد وتطهير : تجديد وإحياء لما أهمله المسلمون من أمور الإسلام وأوامره ، وتطهير للإسلام مما أدخلوه عليه من الشركيات والبدع !
    ولم تكن دعوة محمد بن عبد الوهاب دعوة « فيلسوف » معتزل في غرفته ، ولكنها كانت دعوة زعيم مصلح ، يكافح دون عقيدته ، ويعمل لها بلسانه ويده ، وبكل قلبه ، وبكل عقله ، وبكل جهده .
    - ص 39 - إن دعوة محمد بن عبد الوهاب ليست « نظرية » أو كتابا ألفه ليقرأه الناس ، ولكنها منهاج رسمه ، وقام وراءه يدعو إلى العمل به ، بالموعظة أولا ، ثم بالقوة . . . قوة دولة الإسلام التي قامت على أساس الشرع وحده .
    فمنهاج الشيخ ليس إصلاحا دينيا خالصا ، بالمعنى الذي يفهمه الأوروبيون اليوم ؛ لأنهم يفرقون بين الدين والدنيا ، ويجعلون الدين صلة خاصة بين العبد وخالقه ، لا يحمل الناس على اتباعه بالقوة ، ثم هم يفرقون بين الدين ( أو الشرع ) وبين القانون ، ويقولون إن الدولة تلزم الأفراد بالقانون الذي تضعه هي لهم ، ولكنها لا تلزمهم بالشرع ، بل قد يخالف قانونها الشرع ! .
    إن الإسلام وحدة ، دين ودنيا ، ودعوة الشيخ لذلك ، دعوة جامعة للأمور الدينية والسياسية » .
    ويقول الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم :

    « يطلق بعض الكتاب على « الدعوة السلفية » اسم « المذهب » ، كما يطلق عليها البعض الآخر اسم « الوهابية » ، والحقيقة أن استعمال هذين الوصفين للدعوة غير دقيق ، فهي ليست بمذهب جديد في الإسلام ، حتى يصح إطلاق لفظ المذهب عليها ، بل إن صاحب الدعوة نفسه كان حريصا على أن يؤكد للناس أنه لا يدعوهم إلى مذهب جديد في الإسلام ، وذكر في رسائله قائلا : « فإني لم آت بجهالة ، بل أقولها ، ولله الحمد والمنة وبه القوة إنني هداني ربي إلى الصراط المستقيم ، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ، وما كان من المشركين ، ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو غيره . . . بل أدعو إلى الله وحده لا شريك لـه ، وأدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي أوصى بها أول أمته وآخرهم » .
    « أما وصف الدعوة بالوهابية ، فقد أطلقه عليها خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، حتى يبرهنوا للناس أن مبادئه التي يدعو إليها بدعة جديدة خارجة على مبادئ الإسلام ، بل إن أعداء الدعوة من الترك ، ومن جاراهم غالوا في ذلك ووصفوا أتباع الدعوة بالروافض والخوارج ، - ص 40 - حتى إن الوثائق الرسمية المتبادلة بين محمد علي والباب العالي تنعت الأمير السعودي الذي يعمل على نشر مبادئ الدعوة السلفية باسم « الخارجي » .
    ويقول محمد جلال كشك : « ودعوة التوحيد التي نادى بها الشيخ تقبلها العلماء في شتى بلدان العالم الإسلامي ، أو قل: لم يستطع أحد منهم أن يرفضها ، بل على العكس ركز خصومها على اتهامها بأنه « لا جديد فيها » واهتموا بمناقشة الشكليات ، وافتراء الاتهامات ، بينما أعلن أكثر من عالم وفقيه أو حتى مستشرق انطباقها على مبادئ الإسلام الصحيحة

    ردحذف
  19. كذلك ذهب ابن بشر إلى أن الشريف غالب وافق على أفكار الشيخ لولا أن الحاشية حذرته بأن الوهابيين إنما يريدون ملكه وليس ضميره ، « فارتعش قلبه وطار » .
    ومحمد بن عبد الوهاب ، اهتم اهتماما كبيرا ، هو وورثته من بعده ، بتأكيد أنه لا جديد في دعوته ، وأنه لم يأت بمذهب خامس ، وهذا صحيح بالطبع ، وإن كان الحرص على نفي تهمة المذهب الخامس « أمر مبالغ فيه ؛ لأن المذاهب في حد ذاتها ، ليست أديانا منزلة ، وإنما هي اجتهادات وهم رجال ونحن رجال » .
    لقد ظل هذا الحرص على نفي شبه المذهبية الجديدة يلازم رجال الحركة في المسجد والدولة ، إلى حد اتقاء كلمة « الوهابية » والإصرار على أن « محمد بن عبد الوهاب » ليس أكثر من تلميذ أو فقيه من فقهاء المذهب الحنبلي « المعترف » به ، فلماذا انفرد هو بذلك الأثر الذي أحدثه ، وبتلك القدرة على تفجير طاقات غيرت تاريخ المنطقة ؟ » .
    « فهو لا يدعو « إلى مذهب صوفي ، أو فقيه ، أو متكلم ، أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم » ، « أدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، التي أوصى بها أول أمته وآخرهم ، وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه . إن أتانا منكم كلمة من الحق ، لأقبلنها على الرأس والعين ولأضربن الجدار بكل ما خالفها » .
    - ص 41 - « وهكذا فتح الشيخ باب الاجتهاد على مصراعيه ، وكتب إلى الشريف غالب يقول : « فإن كانت المسألة إجماعا فلا كلام ، وإن كانت مسألة اجتهاد ، فمعلومكم أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد » .
    لا شك أنه كان أكثر تقدمية وانفتاحا من المتكلم عن شيوخ مكة ، بل وأكثر قربا لروح الإسلام في الحوار المشهور بين علماء الوهابية وعلماء مكة . فقد قال الشيخ الحنفي المذهب : أنا لا أقبل إلا ما قاله إمامي أبو حنيفة لأنني مقلد لـه فيما قاله ، ولا أقبل أن تقول لي: قال رسول الله أو قال ذو الجلالة ؛ لأن أبا حنيفة أعلم مني ومنك بقولهما » .
    وهكذا نرى أننا نظلم الشيخ ونظلم دعوته ، بل نظلم السلفية والسلفيين عندما نتحدث عنهم بالمفهوم السوقي الشائع » .
    « فالدولة السعودية ، أو الثورة الوهابية كانت ضد التخلف العثماني ، كانت محاولة للإفلات من السفينة العثمانية الغارقة ، والتي لم يبق بها إلا طابور انكشاري يعترض طريق كل من يحاول سد خروق السفينة » .
    « لم يحس أحد في القاهرة ولا مكة ولا حتى الأستانة بسقوط بخارى وسمرقند والقوقاز ، مع أنها أعرق في تاريخ الإسلام وحضارتها من بلجراد وسالونيك والأستانة ذاتها ، وشعوبها مسلمة مائة بالمائة منذ القرن الأول الهجري . . . ولكن هذه العواصم تنبهت مذعورة على مدفعية الأساطيل الأوروبية عند الشواطئ العربية . . . وبدأ الحديث عن « انقلاب المطبوع » والبحث عن تفسير لظاهرة انتصار الكفار على المؤمنين أو اختلال الناموس كما قالوا ! .
    « وطرح السؤال بعنف : ما العمل ؟ كيف نواجه هذا التحدي ؟ وكانت أول إجابة طرحت في العالم العربي ، وما زالت آثارها حية إلى اليوم ، هي المنهج السعودي ، الذي طرحه « محمد بن عبد الوهاب » وتبناه « محمد بن سعود » وهو « لا ينتصر آخر هذا الدين إلا بما انتصر به أوله »
    فاجأ ابن عبد الوهاب الجميع بإعلان أنه لا خطأ في الناموس . . . لا خطأ في قوانين الكون ، فالكفار لم يهزموا المؤمنين ، بل هزموا كفارا عادوا للشرك فخسروا الدين والدنيا ! » .
    « فإن مظاهر الوثنية كانت قد تفشت في أنحاء العالم الإسلامي ، ليس فقط في الاعتقاد بالمشايخ والأولياء ، وأصحاب الطرق ، بل حتى في الاعتقاد ببركة أحجار وأشجار ، - ص 42 - وكان في مصر شجرة اسمها « أم الشعور » يتبرك بها العامة ويعتقدون بوجود روح داخلها ، وكان العامة يعلقون قطعة من ثيابهم ، أو ثياب غرمائهم في مسامير بوابة المتولي ، طلبا للمعاونة أو التنكيل بالخصوم . كما كان العامة في مصر يوجهون شكاويهم كتابة للإمام الشافعي المتوفى قبل أكثر من عشرة قرون ! ويعتقدون أنه يقرأها ، ويقضي فيها . . . فهو « قاضي الشريعة » كما يلقبه العامة في مصر

    ردحذف
  20. قامت الدعوة الإصلاحية في نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب ، ومناصرة الإمام محمد بن سعود في الوقت الذي كانت أحوج ما تكون إليه في جميع النواحي الدينية والدنيوية ، وكانت مبررات الدعوة وبواعثها الشرعية منها والواقعية متوافرة ، ومن أهم هذه البواعث والدواعي :
    1 - تحقيق التوحيد :

    إن أول هذه الدواعي وأعظمها لقيام الدعوة الإصلاحية : مسألة التوحيد ومجانبة الشرك ، وهي القضية الكبرى بين الأنبياء وخصومهم ، وكذلك بين الدعاة والمصلحين وخصومهم ، ألا وهي تحقيق ما أمر الله تعالى به لجميع المكلفين أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فقد قامت هذه الدعوة استجابة لأمر الله بإقامة الدين ، بتحرير العبودية لله وحده ، وتعظيم الله تعالى بأسمائه وصفاته ، وإخلاص العبادة لـه سبحانه دون سواه ، والنهي عن الشرك وذرائعه ، وكانت هذه هي الغاية الأولى في هذه الدعوة المباركة .

    2 - تنقية مصادر التلقي :

    تعددت مصادر التلقي عند أهل الأهواء والبدع ، ولم يخلصوا تلقي الدين عن الكتاب والسنة ، فكان من أهداف هذه الدعوة الإصلاحية ، إعادة الناس إلى مصادر الدين الحق ( القرآن والسنة ) وبفهم السلف الصالح وآثارهم الصافية .


    4 - القيام بواجبات الدين وفرائضه العامة :

    من الدعوة إلى الخير ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد في سبيل الله ، تحقيقا للخيرية التي وصف الله بها هذه الأمة كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم [سورة آل عمران ، من الآية : 110] - ص 44 - والنصيحة لله تعالى ولكتابه ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ولأئمة المسلمين وعامتهم وإقامة الحدود ، والعدل بين الناس .

    13 ديسمبر، 2014 1:24 م
    SIIDreda REDASID يقول...
    5 - تحكيم شرع الله تعالى كما أمر الله :

    فقد أعرض كثير من المسلمين ، لا سيما أهل البدع وكثير من العامة ، وأهل البادية ، عن العمل بشرع الله في أكثر أحوالهم الدينية والدنيوية حيث سادت البدع والمحدثات والتقاليد والأعراف والأحكام الجاهلية ، وتحاكم كثير من الناس إلى غير شرع الله ، وكثر لجوء الناس إلى الكهان والمشعوذين والسحرة والدجالين ، فأصابهم ما توعد الله به من أعرض عن ذكره ، من ضنك المعيشة كما قال سبحانه : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا [سورة طه ، من الآية : 124] .
    6 - نشر العلم ومحاربة الجهل والتخلف :

    تميز العصر الذي ظهرت فيه الدعوة بشيوع الجهل والتقليد الأعمى بين المسلمين ، فكثر الإعراض عن تعليم العلوم الشرعية ، وعن التفقه في الدين ، وسادت الأمية والتخلف في أكثر مظاهر الحياة الفردية والجماعية ، مما جعل قيام الدعوة ضرورة لنشر العلوم الشرعية ووسائلها والفقه في دين الله ، وأخذ العلم من منابعه الأصلية : القرآن والسنة وآثار السلف الصالح ، مع الأخذ بالعلوم الدنيوية النافعة .

    ردحذف

  21. وليس أصدق في وصف حال نجد وما حولها من أهلها لا سيما العلماء والباحثين الذين عنوا بهذا الأمر ، وعلى رأسهم إمام الدعوة الذي أعلن دعوته الإصلاحية من هذا المنطلق - أعني تشخيص الأمراض التي يعيشها المجتمع النجدي وسائر الأمة - فقد وصف الإمام نفسه الواقع الذي يعيشه كثير من المسلمين في نجد وغيرها ، وما شاع بينهم من بدع وخرافات ومظالم وجهالات ، وكان هذا الواقع هو السبب والباعث لقيام الإمام بدعوته الإصلاحية ، وكثيرا ما كان يخاطب الناس من هذا المنطلق ، فقال محاورا لمخالفيه ومبينا لهم وجود عظائم المخالفات قال : « منها - وهو أعظمها - عبادة الأصنام عندكم ، من بشر وحجر ؛ هذا يذبح لـه ؛ وهذا ينذر لـه ؛ وهذا يطلب إجابة الدعوات وإغاثة اللهفات ؛ وهذا يدعوه المضطر في البر والبحر ؛ وهذا يزعمون أن من التجأ إليه ينفعه في الدنيا والآخرة ولو عصى الله !
    فإن كنتم تزعمون : أن هذا ليس هو عبادة الأصنام والأوثان المذكورة في القرآن ، فهذا من العجب ؛ فإني لا أعلم أحدا من أهل العلم يختلف في ذلك ، اللهم إلا أن يكون أحد وقع فيما وقع فيه اليهود ، من إيمانهم بالجبت والطاغوت ؛ وإن ادعيتم أنكم لا تقدرون على ذلك ، فإن لم تقدروا على الكل ، قدرتم على البعض ؛ كيف وبعض الذين أنكروا علي هذا الأمر ، وادعوا أنهم من أهل العلم ، ملتبسون بالشرك الأكبر ، ويدعون إليه ، ولو يسمعون إنسانا يجرد التوحيد ، لرموه بالكفر والفسوق ؛ ولكن نعوذ بالله من رضى الناس بسخط الله .
    ومنها : ما يفعله كثير من أتباع إبليس ، وأتباع المنجمين والسحرة والكهان ، ممن ينتسب إلى الفقر ، وكثير ممن ينتسب إلى العلم من هذه الخوارق التي يوهمون بها الناس ، ويشبهون بمعجزات الأنبياء ، وكرامات الأولياء ، ومرادهم أكل أموال الناس بالباطل ؛ والصد عن سبيل الله ، حتى إن بعض أنواعها يعتقد فيه من يدعي العلم : أنه من العلم الموروث عن الأنبياء ، من علم الأسماء ، وهو من الجبت والطاغوت ، ولكن هذا مصداق قولـه - صلى الله عليه وسلم - : لتتبعن سنن من كان قبلكم .
    - ص 48 - ومنها : هذه الحيلة الربوية التي مثل حيلة أصحاب السبت أو أشد ، وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع ؛ إما إلى كتاب الله ، وإما إلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإما إلى إجماع أهل العلم ؛ فإن عاند دعوته إلى مباهلة ، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض ، وكما دعا إليها سفيان ، والأوزاعي ، في مسألة رفع اليدين ، وغيرهما من أهل العلم ؛ والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم » .
    وقد شخص أحد علماء الدعوة الواقع ووصف حال الأمة أثناء ظهور الدعوة وقبلها في بلدان نجد وكذلك في أكثر البلاد الإسلامية المجاورة ، وهو الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن إذ يقول : « كان أهل عصره ومصره - يعني الإمام محمد - في تلك الأزمان ، قد اشتدت غربة الإسلام بينهم ، وعفت آثار الدين لديهم ، وانهدمت قواعد الملة الحنيفية ، وغلب على الأكثرين ما كان عليه أهل الجاهلية ، وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان ، وغلب الجهل والتقليد ، والإعراض عن السنة والقرآن ، وشب الصغير وهو لا يعرف من الدين إلا ما كان عليه أهل تلك البلدان ، وهرم الكبير على ما تلقاه عن الآباء والأجداد ، وأحاديث الكهان ، والطواغيت مقبولة ، قد خلعوا ربقة الدين ، وجدوا واجتهدوا في الاستغاثة بغير الله ، والتعلق على غير الله ، من الأولياء ، والصالحين ، والأوثان ، والأصنام ، والشياطين

    ردحذف
  22. وعلماؤهم ، ورؤساؤهم على ذلك ، وبه راضون ، قد أعشتهم العوائد والمألوفات ، وحبستهم الشهوات عن الارتفاع إلى طلب الهدى ، من النصوص والآيات ، يحتجون بما رأوه من الآثار الموضوعات ، والحكايات المختلقة ، والمنامات ، كما يفعله أهل الجاهلية ، وكثير منهم يعتقد النفع والضر ، في الأحجار ، والجمادات ، ويتبركون بالآثار ، والقبور نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون [سورة الحشر ، من الآية : 19] ، قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [سورة الأعراف ، الآية : 33] .
    - ص 49 - فأما بلاد نجد : فقد بالغ الشيطان في كيدهم ، وكانوا ينتابون قبر زيد بن الخطاب ، ويدعونه رغبا ورهبا ، ويزعمون أنه يقضي لهم الحوائج ، وكذلك عند قبر يزعمون أنه قبر ضرار بن الأزور ، وذلك كذب ظاهر وبهتان .
    وكذلك عندهم : نخل - فحال - ينتابه النساء والرجال ، ويفعلون عنده أقبح الفعال ؛ والمرأة : إذا تأخر عنها الزواج ، تذهب إليه ، فتضمه بيدها ، وتدعوه برجاء ، وتقول : يا فحل الفحول ، أريد زوجا قبل الحول ؛ وشجرة عندهم تسمى : الطرفية ، أغراهم الشيطان بها ، وأوحى إليهم التعلق عليها ، وأنها ترجى منها البركة ، ويعلقون عليها الخرق ، لعل الولد يسلم من السوء .
    وفي أسفل : بلدة الدرعية : مغارة في الجبل ، يزعمون أنها انفلقت من الجبل لامرأة تسمى : بنت الأمير ، أراد بعض الناس أن يظلمها ويضير ، فانفلق لها الغار ، كانوا يرسلون إلى هذا المكان من اللحم والخبز ما يقتات به جند الشيطان .
    وفي بلدتهم : رجل يدعي الولاية ، يسمى : تاج ؛ يتبركون به ، ويرجون منه العون ، ويرغبون فيما عنده من المدد - بزعمهم - ولديه ، فتخافه الحكام والظلمة ، ويزعمون أن لـه تصرفا ، مع أنهم يحكون عنه الحكايات القبيحة الشنيعة التي تدل على انحلاله عن أحكام الملة ، وهكذا سائر بلاد نجد ، على ما وصفنا ، من الإعراض عن دين الله ، والجحد لأحكام الشريعة .
    ومن العجب : أن هذه الاعتقادات الباطلة والعوائد والطرق قد فشت وعمت ، حتى بلاد الحرمين الشريفين ! فمن ذلك : ما يفعل عند قبر محجوب ، وقبة أبي طالب ، فيأتون قبره للاستغاثة عند نزول المصائب ، وكانوا لـه في غاية التعظيم ، فلو دخل سارق ، أو غاصب ، أو ظالم قبر أحدهما ، لم يتعرض لـه أحد ، لما يرون لـه من وجوب التعظيم .
    ومن ذلك : ما يفعل عند قبر ميمونة ، أم المؤمنين - رضي الله عنها - في سرف ؛ وكذلك عند قبر خديجة - رضي الله عنها - يفعل عند قبرها ما لا يسوغ السكوت عليه ، من مسلم يرجو الله ، والدار الآخرة ، وفيه : من اختلاط النساء بالرجال وفعل الفواحش والمنكرات وسوء الأفعال ما لا يقره أهل الإيمان ، وكذلك سائر القبور المعظمة ، في بلد الله الحرام : مكة المشرفة .
    - ص 50 - وفي الطائف ، قبر ابن عباس - رضي الله عنهما - يفعل عنده من الأمور الشركية التي تنكرها قلوب عباد الله المخلصين ، وتردها الآيات القرآنية ، وما ثبت من النصوص عن سيد المرسلين ، منها : وقوف السائل عند القبر ، متضرعا مستغيثا ، مستكينا ، مستعينا ، وصرف خالص المحبة ، التي هي محبة العبودية ، والنذر ، والذبح لمن تحت ذاك المشهد ، والبنية .
    وأكثر سوقتهم وعامتهم يلهجون بالأسواق : اليوم على الله وعليك يا ابن عباس ، فيستمدون منه الرزق ، والغوث ، وكشف الضر ، وذكر محمد بن الحسين النعيمي الزبيدي - رحمه الله - : أن رجلا رأى ما يفعل أهل الطائف ، من الشعب الشركية ، والوظايف ، فقال : أهل الطائف لا يعرفون الله ، إنما يعرفون ابن عباس ، فقال لـه بعض من يترشح للعلم : معرفتهم لابن عباس كافية ؛ لأنه يعرف الله

    ردحذف
  23. فانظر إلى هذا الشرك الوخيم ، والغلو ، ووازن بينه وبين قولـه وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان [سورة البقرة ، من الآية : 186] وقولـه جل ذكره : وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا [سورة الجن ، آية : 18] وقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهود والنصارى ، باتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد يعبد الله فيها ، فكيف بمن عبد الصالحين ، ودعاهم مع الله ، والنصوص في ذلك لا تخفى على أهل العلم .
    كذلك ما يفعل بالمدينة المشرفة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، هو من هذا القبيل ، وفي بندر جدة ما قد بلغ من الضلال حده ، وهو : القبر الذي يزعمون أنه قبر حواء ؛ وضعه لهم بعض الشياطين .
    وكذلك مشهد العلوي ، بالغوا في تعظيمه ، وخوفه ، ورجائه ؛ وقد جرى لبعض التجار أنه انكسر بمال عظيم لأهل الهند ، وغيرهم ، وذلك في سنة عشر ومائتين وألف ؛ فهرب إلى مشهد العلوي مستجيرا ، ولائذا به ، مستغيثا ؛ فتركه أرباب الأموال ، ولم يجاسر أحد من الرؤساء والحكام على هتك ذاك المشهد ، واجتمع طائفة من المعروفين ، واتفقوا على تنجيمه في مدة سنين ، فنعوذ بالله من تلاعب الفجرة والشياطين .
    وأما بلاد : مصر ، وصعيدها ، وفيومها ، وأعمالها ، فقد جمعت من الأمور الشركية ، - ص 51 - والعبادات الوثنية ، والدعاوى الفرعونية ما لا يتسع لـه كتاب ، لا سيما عند مشهد : أحمد البدوي ، وأمثاله من المعبودين ، فقد جاوزوا بهم ما ادعته الجاهلية لآلهتهم ، ما لم ينقل مثله عن أحد من الفراعنة ، والنماردة .
    وبعضهم يقول : يتصرف في الكون سبعة ؛ وبعضهم يقول : أربعة ؛ وبعضهم يقول : قطب يرجعون إليه ، وكثير منهم يرى الأمر شورى بين عدد ينتسبون إليه ؛ فتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا [سورة الكهف ، من الآية : 5]
    وقد استباحوا عند تلك المشاهد من المنكرات ، والفواحش ، والمفاسد ما لا يمكن حصره ، واعتمدوا في ذلك من الحكايات ، والخرافــات ما لا يصدر عمن لـه أدنى مسكة أو حظ من المعقولات ، فضلا عن النصوص .
    كذلك ما يفعل في بلدان : اليمن ، جار على تلك الطريق والسنن ؛ ففي : صنعاء ، وبرع ، والمخا ، وغيرها من تلك البلاد ما يتنزه العاقل عن ذكره .
    وفي حضرموت ، والشجر ، وعدن ، ويافع ، ما تستك عن ذكره المسامع ، يقول قائلهم : شيء لله يا عيدروس ! شيء لله يا محيي النفوس ! .
    وفي أرض نجران من تلاعب الشيطان ، وخلع ربقة الإيمان ما لا يخفى على أهل العلم ، كذلك رئيسهم المسمى بالسيد ، لقد أتوا من طاعته ، وتعظيمه ، والغلو فيه بما أفضى بهم إلى مفارقة الملة والإسلام ، إلى عبادة الأوثان والأصنام اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون [سورة التوبة ، الآية : 31]
    وكذلك ، حلب ، ودمشق ، وسائر بلاد الشام ، فيها من تلك المشاهد ، والنصب ، وهي تقارب ما ذكرنا من الكفريات ، والتلطخ بتلك الوثنية الشركية .
    وكذلك : الموصل ، وبلاد الأكراد ، ظهر فيها من أصناف الشرك ، والفجور ، والفساد ؛ وفي العراق : من ذلك بحرة المحيط ، وعندهم المشهد الحسيني قد اتخذه الرافضة وثنا ، بل ربا مدبرا ، وأعادوا به المجوسية ، وأحيوا به معاهد اللات والعزى ، وما كان عليه أهل الجاهلية .

    ردحذف
  24. ص 52 - وكذلك : مشهد العباس ، ومشهد علي ، ومشهد أبي حنيفة ، ومعروف الكرخي ، والشيخ عبد القادر ؛ فإنهم قد افتتنوا بهذه المشاهد ، رافضتهم ، وسنيتهم ؛ لم يعرفوا ما وجب عليهم ، من حق الله الفرد ، الصمد ، الواحد » .
    ثم قال : « وهذه الحوادث والكفريات والبدع ، قد أنكرها أهل العلم والإيمان ، واشتد نكيرهم ، حتى حكموا على فاعلها بخلع ربقة الإسلام والإيمان ؛ ولكن لما كانت الغلبة للجهال ، انتقضت عرى الدين ، وساعدهم على ذلك من قل حظه ونصيبه من الرؤساء ، والحكام ، والمنتسبين من الجهال ، فاتبعتهم العامة والجمهور ولم يشعروا بما هم عليه من المخالفة ، والمباينة لدين الله ، الذي اصطفاه لخاصته وأوليائه » .
    إلى أن قال عن الإمام محمد بن عبد الوهاب : « وتصدى - رحمه الله - : للرد على من نكب عن هذا السبيل ، واتبع سبيل التحريف والتعطيل على اختلاف نحلهم وبدعهم وتشعب مقالتهم وطرقهم ، متبعا - رحمه الله - ما مضى عليه السلف الصالح ، من أهل العلم والإيمان ، وما درج عليه القرون المفضلة بنص الحديث ، ولم يلتفت - رحمه الله - إلى ما عدا ذلك ، من قياس فلسفي ، أو تعطيل جهمي ، أو إلحاد حلولي ، أو اتحادي ، أو تأويل معتزلي ، أو أشعري ، فوضح معتقد السلف الصالح ، بعدما سفت عليه السوافي ، وذرت عليه الذواري ، وندر من يعرفه من أهل القرى والبوادي ، إلا ما كان مع العامة من أصل الفطرة ، فإنه قد يبقى ولو في زمن الغربة والفترة ، وتصدى أيضا : للدعوة إلى ما يقتضيه هذا التوحيد ويستلزمه ، وهو : وجوب عبادة الله وحده لا شريك لـه ، وخلع ما سواه من الأنداد والآلهة والبراءة من عبادة كل ما عبد من دون الله » .
    وكذلك : قام بالنكير على أجلاف البوادي وأمراء القرى والنواحي ، فيما يتجاسرون عليه ، ويعفونه من قطع السبيل ، وسفك الدماء ، ونهب الأموال المعصومة ، حتى ظهر العدل واستقر ، وفشا الدين واستمر ، والتزمه كل من كانت عليه الولاية ، من البلاد النجدية ، وغيرها ، والحمد لله على ذلك ؛ والتذكير بهذا يدخل فيما امتن الله به على - ص 53 - المؤمنين ، وذكرهم به من بعث الأنبياء والرسل » .
    ويقول الشيخ إسماعيل الدهلوي في كتابه رسالة التوحيد في وصف حال المسلمين عموما وفي الهند بخاصة تحت عنوان : « استفحال فتنة الشرك والجهالة في الناس » يقول : « اعلم أن الشرك قد شاع في الناس في هذا الزمان وانتشر ، وأصبح التوحيد الخالص غريبا ، ولكن معظم الناس لا يعرفون معنى الشرك ، ويدعون الإيمان مع أنهم قد تورطوا في الشرك وتلوثوا به ، فمن المهم قبل كل شيء أن يفقه الناس معنى الشرك والتوحيد ، ويعرفوا حكمهما في القرآن والحديث » .
    ثم قال تحت عنوان « مظاهر الشرك وأشكاله المتنوعة » : « ومن المشاهد اليوم أن كثيرا من الناس يستعينون بالمشايخ والأنبياء ، والأئمة والشهداء ، والملائكة ، والجنيات عند الشدائد ، فينادونها ، ويصرخون بأسمائها ، ويسألون عنها قضاء الحاجات ، وتحقيق المطالب ، وينذرون لها ، ويقربون لها قرابين لتسعفهم بحاجاتهم ، وتقضي مآربهم ، وقد ينسبون إليها أبناءهم طمعا في رد البلاء ، فيسمي بعضهم ابنه بعبد النبي » .
    وبالجملة : فإن هذا الواقع المتردي وهذه الأسباب وغيرها كانت من الدوافع الطبيعية التي هي من سنن الله ، والدوافع الشرعية استجابة لأمر الله ، وقد استدعت ( بالضرورة ) قيام دعوة إصلاحية شاملة تقوم على تجديد الدين بإحياء ما اندرس منه ، وبإصلاح أحوال الأمة في سائر نواحي الحياة في العقيدة والعبادة والعلم والسلطة والاقتصاد والاجتماع ، وجماع ذلك كله ( إخلاص العبادة لله وحده ) والعمل بمقتضى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

    ردحذف
  25. فقامت هذه الدعوة الإصلاحية المباركة تحقيقا لوعد الله تعالى بتجديد الدين ، ونصر المؤمنين ، وبقاء طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين إلى قيام الساعة .
    ومن المعلوم والبدهي أن هذه الغاية العظمى لا يمكن أن تظهر في أرض الواقع ، ويكون بها الإصلاح المشروع المنشود إلا بالعلم والدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ص 54 - والكفاح ، والجهاد والقتال والسلطان ( الدولة ) . وسائر الوسائل المشروعة ، والتي هي من ضروريات قيام أي مبدأ وكيان في كل أمة وكل مكان وزمان .
    والكيان الذي يقوم على المنهج الرباني ، وميراث الأنبياء ، وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وسبيل السلف الصالح هو الأولى والأحق بأن يبرز ويظهر ، ويتحقق به للإسلام والمسلمين وللإنسانية جمعاء الأمل الذي تنشده في تحصيل السعادة ونشر العدل بشرع الله الحكيم الخبير .
    13 ديسمبر، 2014 2:08 م
    SIIDreda REDASID يقول...
    فقامت هذه الدعوة الإصلاحية المباركة تحقيقا لوعد الله تعالى بتجديد الدين ، ونصر المؤمنين ، وبقاء طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين إلى قيام الساعة .
    ومن المعلوم والبدهي أن هذه الغاية العظمى لا يمكن أن تظهر في أرض الواقع ، ويكون بها الإصلاح المشروع المنشود إلا بالعلم والدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ص 54 - والكفاح ، والجهاد والقتال والسلطان ( الدولة ) . وسائر الوسائل المشروعة ، والتي هي من ضروريات قيام أي مبدأ وكيان في كل أمة وكل مكان وزمان .
    والكيان الذي يقوم على المنهج الرباني ، وميراث الأنبياء ، وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وسبيل السلف الصالح هو الأولى والأحق بأن يبرز ويظهر ، ويتحقق به للإسلام والمسلمين وللإنسانية جمعاء الأمل الذي تنشده في تحصيل السعادة ونشر العدل بشرع الله الحكيم الخبير .

    ردحذف
  26. وليس أصدق في وصف حال نجد وما حولها من أهلها لا سيما العلماء والباحثين الذين عنوا بهذا الأمر ، وعلى رأسهم إمام الدعوة الذي أعلن دعوته الإصلاحية من هذا المنطلق - أعني تشخيص الأمراض التي يعيشها المجتمع النجدي وسائر الأمة - فقد وصف الإمام نفسه الواقع الذي يعيشه كثير من المسلمين في نجد وغيرها ، وما شاع بينهم من بدع وخرافات ومظالم وجهالات ، وكان هذا الواقع هو السبب والباعث لقيام الإمام بدعوته الإصلاحية ، وكثيرا ما كان يخاطب الناس من هذا المنطلق ، فقال محاورا لمخالفيه ومبينا لهم وجود عظائم المخالفات قال : « منها - وهو أعظمها - عبادة الأصنام عندكم ، من بشر وحجر ؛ هذا يذبح لـه ؛ وهذا ينذر لـه ؛ وهذا يطلب إجابة الدعوات وإغاثة اللهفات ؛ وهذا يدعوه المضطر في البر والبحر ؛ وهذا يزعمون أن من التجأ إليه ينفعه في الدنيا والآخرة ولو عصى الله !
    فإن كنتم تزعمون : أن هذا ليس هو عبادة الأصنام والأوثان المذكورة في القرآن ، فهذا من العجب ؛ فإني لا أعلم أحدا من أهل العلم يختلف في ذلك ، اللهم إلا أن يكون أحد وقع فيما وقع فيه اليهود ، من إيمانهم بالجبت والطاغوت ؛ وإن ادعيتم أنكم لا تقدرون على ذلك ، فإن لم تقدروا على الكل ، قدرتم على البعض ؛ كيف وبعض الذين أنكروا علي هذا الأمر ، وادعوا أنهم من أهل العلم ، ملتبسون بالشرك الأكبر ، ويدعون إليه ، ولو يسمعون إنسانا يجرد التوحيد ، لرموه بالكفر والفسوق ؛ ولكن نعوذ بالله من رضى الناس بسخط الله .
    ومنها : ما يفعله كثير من أتباع إبليس ، وأتباع المنجمين والسحرة والكهان ، ممن ينتسب إلى الفقر ، وكثير ممن ينتسب إلى العلم من هذه الخوارق التي يوهمون بها الناس ، ويشبهون بمعجزات الأنبياء ، وكرامات الأولياء ، ومرادهم أكل أموال الناس بالباطل ؛ والصد عن سبيل الله ، حتى إن بعض أنواعها يعتقد فيه من يدعي العلم : أنه من العلم الموروث عن الأنبياء ، من علم الأسماء ، وهو من الجبت والطاغوت ، ولكن هذا مصداق قولـه - صلى الله عليه وسلم - : لتتبعن سنن من كان قبلكم .
    - ص 48 - ومنها : هذه الحيلة الربوية التي مثل حيلة أصحاب السبت أو أشد ، وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع ؛ إما إلى كتاب الله ، وإما إلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإما إلى إجماع أهل العلم ؛ فإن عاند دعوته إلى مباهلة ، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض ، وكما دعا إليها سفيان ، والأوزاعي ، في مسألة رفع اليدين ، وغيرهما من أهل العلم ؛ والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم » .
    وقد شخص أحد علماء الدعوة الواقع ووصف حال الأمة أثناء ظهور الدعوة وقبلها في بلدان نجد وكذلك في أكثر البلاد الإسلامية المجاورة ، وهو الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن إذ يقول : « كان أهل عصره ومصره - يعني الإمام محمد - في تلك الأزمان ، قد اشتدت غربة الإسلام بينهم ، وعفت آثار الدين لديهم ، وانهدمت قواعد الملة الحنيفية ، وغلب على الأكثرين ما كان عليه أهل الجاهلية ، وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان ، وغلب الجهل والتقليد ، والإعراض عن السنة والقرآن ، وشب الصغير وهو لا يعرف من الدين إلا ما كان عليه أهل تلك البلدان ، وهرم الكبير على ما تلقاه عن الآباء والأجداد ، وأحاديث الكهان ، والطواغيت مقبولة ، قد خلعوا ربقة الدين ، وجدوا واجتهدوا في الاستغاثة بغير الله ، والتعلق على غير الله ، من الأولياء ، والصالحين ، والأوثان ، والأصنام ، والشياطين .

    ردحذف
  27. وعلماؤهم ، ورؤساؤهم على ذلك ، وبه راضون ، قد أعشتهم العوائد والمألوفات ، وحبستهم الشهوات عن الارتفاع إلى طلب الهدى ، من النصوص والآيات ، يحتجون بما رأوه من الآثار الموضوعات ، والحكايات المختلقة ، والمنامات ، كما يفعله أهل الجاهلية ، وكثير منهم يعتقد النفع والضر ، في الأحجار ، والجمادات ، ويتبركون بالآثار ، والقبور نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون [سورة الحشر ، من الآية : 19] ، قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [سورة الأعراف ، الآية : 33] .
    - ص 49 - فأما بلاد نجد : فقد بالغ الشيطان في كيدهم ، وكانوا ينتابون قبر زيد بن الخطاب ، ويدعونه رغبا ورهبا ، ويزعمون أنه يقضي لهم الحوائج ، وكذلك عند قبر يزعمون أنه قبر ضرار بن الأزور ، وذلك كذب ظاهر وبهتان .
    وكذلك عندهم : نخل - فحال - ينتابه النساء والرجال ، ويفعلون عنده أقبح الفعال ؛ والمرأة : إذا تأخر عنها الزواج ، تذهب إليه ، فتضمه بيدها ، وتدعوه برجاء ، وتقول : يا فحل الفحول ، أريد زوجا قبل الحول ؛ وشجرة عندهم تسمى : الطرفية ، أغراهم الشيطان بها ، وأوحى إليهم التعلق عليها ، وأنها ترجى منها البركة ، ويعلقون عليها الخرق ، لعل الولد يسلم من السوء .
    وفي أسفل : بلدة الدرعية : مغارة في الجبل ، يزعمون أنها انفلقت من الجبل لامرأة تسمى : بنت الأمير ، أراد بعض الناس أن يظلمها ويضير ، فانفلق لها الغار ، كانوا يرسلون إلى هذا المكان من اللحم والخبز ما يقتات به جند الشيطان .
    وفي بلدتهم : رجل يدعي الولاية ، يسمى : تاج ؛ يتبركون به ، ويرجون منه العون ، ويرغبون فيما عنده من المدد - بزعمهم - ولديه ، فتخافه الحكام والظلمة ، ويزعمون أن لـه تصرفا ، مع أنهم يحكون عنه الحكايات القبيحة الشنيعة التي تدل على انحلاله عن أحكام الملة ، وهكذا سائر بلاد نجد ، على ما وصفنا ، من الإعراض عن دين الله ، والجحد لأحكام الشريعة .
    ومن العجب : أن هذه الاعتقادات الباطلة والعوائد والطرق قد فشت وعمت ، حتى بلاد الحرمين الشريفين ! فمن ذلك : ما يفعل عند قبر محجوب ، وقبة أبي طالب ، فيأتون قبره للاستغاثة عند نزول المصائب ، وكانوا لـه في غاية التعظيم ، فلو دخل سارق ، أو غاصب ، أو ظالم قبر أحدهما ، لم يتعرض لـه أحد ، لما يرون لـه من وجوب التعظيم .
    ومن ذلك : ما يفعل عند قبر ميمونة ، أم المؤمنين - رضي الله عنها - في سرف ؛ وكذلك عند قبر خديجة - رضي الله عنها - يفعل عند قبرها ما لا يسوغ السكوت عليه ، من مسلم يرجو الله ، والدار الآخرة ، وفيه : من اختلاط النساء بالرجال وفعل الفواحش والمنكرات وسوء الأفعال ما لا يقره أهل الإيمان ، وكذلك سائر القبور المعظمة ، في بلد الله الحرام : مكة المشرفة .
    - ص 50 - وفي الطائف ، قبر ابن عباس - رضي الله عنهما - يفعل عنده من الأمور الشركية التي تنكرها قلوب عباد الله المخلصين ، وتردها الآيات القرآنية ، وما ثبت من النصوص عن سيد المرسلين ، منها : وقوف السائل عند القبر ، متضرعا مستغيثا ، مستكينا ، مستعينا ، وصرف خالص المحبة ، التي هي محبة العبودية ، والنذر ، والذبح لمن تحت ذاك المشهد ، والبنية

    ردحذف
  28. ظاهرة دعشنة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بين الكبيسي والعوني
    أضيف في يوم الأحد 15 شوال 1435 في قسم: شُبهات وردود
    حمود بن علي العمري
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبعد
    فهذه أجوبة وتعليقات على بعض ما يثيره خصوم الدعوة السلفية دعوة الشيخ المجدد محمد بن عدالوهاب رحمه الله تعالى
    وإن التشغيب على الحق وعلى دعوة أهله سنة شيطانية وطريقة فرعونية لم يسلم منها دعوة صالحة ولا داع إلى الله تعالى كما قال الله تعالى عن بعضهم(لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)
    لكن الله غالب على أمره وقد تكفل الله بحفظ دينه وبقاء ذكره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
    لقد وعد الله نبيه ببقاء ذكره فقال(ورفعنا لك ذكرك) وهي رفعة له ولأتباعه والداعين إلى سنته وهديه
    وقال عن أعداء رسوله(إن شانئك هو الأبتر) وهي لأعدائه وأعداء أوليائه وأعداء أتباعه على سنته ، وقد رأينا ذلك والله رأي عين وسمعناه وقرأناه في أخبار السالفين
    فأين الذين سجنوا أحمد بن حنبل وجلدوه وعزروه ؟
    ذهبوا وبقي علم أحمد وسيرة أحمد وأخباره الصالحة تتناقلها الأجيال ويتعبدون الله بمذهبه الذي قعّده من الكتاب والسنة ، فهل تجدون واحداً على و جه الأرض يتعبد الله بمذهب ابن أبي دؤاد أو بشر المريسي أو غيرهم من زمرة البدعة تلك
    أين الذي خاصموا البخاري وآذوه وطردوه في الأرض حتى مات شريداً طريداً
    وانظر الى ذكر البخاري وعلمه وصيته وهديه في الصالحين حتى لم يبق منبر للمسلمين إلا تسمع ذكر البخاري من عليه
    أين خصوم ابن تيمية ذلك الحلف الصوفي الأشعري الذين سعوا عليه فسجنوه وضربوه ونفوه ،حتى مات مسجوناً مظلوماً
    فأين ذكرهم وعلمهم وسيرهم ؟
    أين البكري والأخنائي وابن مخلوف وزمرتهم
    وانظر الى ذكر بن تيمية وطلابه وكتبه وعلومه ،حتى أصبحت علومه وسيرته منجماً للأبحاث العلمية والرسائل الجامعية
    وليس الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بدعاً من أهل الصلاح والسنة والدعوة إلى الله تعالى
    فله فيهم سلف ،وله منهم أسوة صالحة
    فأين خصوم الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب الذين تآلبوا عليه من كل حدب صوب ،رافضة وأشاعرة وصوفية وقبورية ،ونصارى ويهود(متمثلة في الانقليز) الذين هم أمكر وأخبث خصوم عرفتهم الأرض

    ردحذف
  29. فأين خصوم الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب الذين تآلبوا عليه من كل حدب صوب ،رافضة وأشاعرة وصوفية وقبورية ،ونصارى ويهود(متمثلة في الانقليز) الذين هم أمكر وأخبث خصوم عرفتهم الأرض
    لقد ذهب كل من تولى كبر تلك الخصومة وبقي ذكر الشيخ وعلمه ودعوته وكتبه فهي تُشرح وتُدرس في كل بلد وكل مدينة وكل مسجد من مساجد أهل السنة السلفيين
    فأين النبهاني وابن فيروز وزيني دحلان وابن سحيم الذي كان أشدهم كلَباً على الشيخ ودعوته
    نعم والله لقد تجلى في أئمة السنة(ورفعنا لك ذكرك)
    وصدق في خصومهم (إن شانئك هو الأبتر)
    ولم تزل قافلة السنة والأتباع تسير تشق عُباب الحياة بالدعوة إلى السنة والتوحيد
    وعلى جنبتي طريقها رؤس الضلالة برايات البدعة وأعلام الغواية يرثها منهم هالك عن هالك حتى يتبع آخرهم الدجال
    وإن من عجائب هذه الدعوة المباركة
    أنه كلما اشتدت الخصومة والحرب عليها كلما امتدت وعلت كما هو حال دعوة الأنبياء
    كما وصفها هرقل في حديث أبي سفيان(ثم تكون العاقبة لهم)
    ومما تميزت به هذه الدعوة أن خصومها قد تنوعوا فتجد فيهم صاحب باطل ونقيضه من الجهة الأخرى
    فتجد في خصومها الرافضة والخوارج الإباضية
    وتجد من خصومها الصوفية الخرافية والمدرسة العقلانية
    وهكذا لم يبق صاحب بدعة ولا صاحب هوى ولا صاحب مصلحة خاصة وجد الدعوة قد حرمته إياها ،تجدهم كلهم قد تخندقوا في خندق واحد لوأد هذه الدعوة المبارك
    لكن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
    ولا أريد أن اتوسع في هذا الجانب فقد كتب عنه أئمة هذه الدعوة وطلابها البررة ما يشفي ويكفي
    بل كتب عنها وأنصفها من ليس منها ولا من طلابها ،لكن جمعهم معها الحق الذي رأوه يلوح في ثناياها ويبدوا من خللها !!!!كأشعة الشمس التي لا يمكن حجبها
    من أمثال الإمام الصنعاني والإمام الشوكاني والشيخ مسعود الندوي والشيخ أحمد شاكر والشيخ محمد رشيد رضا والجبرتي والشيخ المعلمي
    فكلهم يبحث عن الحق ويريد نصر السنة فلما رأوا هذه الدعوة المباركة لم يخالجهم شك في كونها دعوة سلفية رشيدة هادية مهدية
    وإن كان بعض من ذكرنا خالف الدعوة في مسائل من الأصول والفروع لكنه خلاف السلفي للسلفي والسني للسني والعالم للعالم
    بل أبعد من ذلك أن تجد في خصومها من شهد لها بأنها ساعية لإعادة الناس للكتاب والسنة
    وقد كانت هذه الشهادات أحياناً اعتراف طفح به القلب وأحياناً يذكر في معرض الذم ،فينطقهم الله بالحق من حيث لا يشعرون ،كما فعل عتبة بن أبي ربيعة حين أرسلته قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفاوضه في ترك دعوته ،فأجرى الله على لسانه من وصف القرآن ما يتقاصر عنه وصف كبار البلغاء حتى تقوم الحجة عليهم وعلى قومهم الذين كابروا الحقيقة
    فمنها قول ر. ب. ويندر في كتابه: ” العربية السعودية في القرن التاسع عشر “:
    ” ونحن لا نعرف إن كانت الوهابية تستطيع مواجهة عصر الذرة والفضاء، ولكن أحدا لا ينكر قيمتها وأثرها في الفكر الإسلامي الحديث، وأنها استطاعت الانتقال من ” الواقعية ” إلى ” المثالية “، ومما كان عليه الإسلام إلى ما يجب أن يكون عليه، وبقيت محتفظة ” بحيويتها ” وفكرتها التحريرية.

    ردحذف
  30. ويقول المستشرق الفرنسي هنري لاوست بعد أن ذكر حركة الأفغاني ومحمد عبده:
    ” ويطلق لقب السلفية أيضا على الحركة الوهابية؛ لأنها أرادت إعادة الإسلام إلى صفائه الأول في عهد السلف الصالح، ولكن كلمة السلفية ليست خاصة بالوهابيين أو الحنابلة، ففي كل المذاهب السنية سلفيون “
    وكتبت (معلمة الإسلام) في نسختها الإنكليزية، تحت عنوان ” الوهابية ” ما يلي:
    ” غاية الوهابية تطهير الإسلام، وتجريده من البدع التي أدخلت عليه بعد القرن الثالث الهجري، ولذلك نراهم يعترفون بالمذاهب الأربعة وبكتب الحديث الستة “
    ويقول الكاتب الأمريكي لوثروب ستودارد في كتابه (حاضر العالم الإسلامي) :
    ” فالدعوة الوهابية إنما هي دعوة إصلاحية خالصة بحتة، غرضها إصلاح الخرق، ونسخ الشبهات، وإبطال الأوهام، ونقض التفاسير المختلفة والتعاليق المتضاربة التي وضعها أربابها في عصور الإسلام الوسطى، ودحض البدع وعبادة الأولياء، وعلى الجملة هي الرجوع على الإسلام، والأخذ به على أوله وأصله، ولبابه وجوهره، أي أنها الاستمساك بالوحدانية التي أوحى الله بها إلى صاحب الرسالة صافية ساذجة!!!!!!!، والاهتداء والائتمام بالقرآن المنزل مجردا، وأما ما سوى ذلك فباطل وليس في شيء من الإسلام، ويقتضي ذلك الاعتصام كل الاعتصام بأركان الدين وفروضه وقواعد الآداب كالصلاة والصوم وغير ذلك “
    ويقول المستشرق الهولندي كرستيان سنوك هود خرونيه: ” لقد ظهر على أرض شرق الجزيرة العربية مصلح للإسلام كسب إلى جانبه أمراء الدرعية، الذين ساندوه في دعوته، ثم تدريجيا منت بدعوته كل مراكز الجزيرة العربية، لقد كان هذا المصلح ينوي أن يعيد الحياة للإسلام بكل ما لديه من قوله، ليس في الجزيرة وحدها، بل في كل مكان يستطيع الوصول إليه “
    إلى أن قال: ” لقد كانت السمة التي تميز بها محمد بن عبد الوهاب كونه عالما تثقف بالعلوم الإسلامية، وفهم مقاصدها وأسرارها، واستطاع بجدارة تامة أن يبرز الإسلام بالصورة الصالبة النقية، كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم “.
    وقال: ” لقد أدرك محمد بن عبد الوهاب الاختلاف بين الإسلام كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والإسلام الذي يمارسه الناس في عصره “
    ثم قال: ” لقد التزم الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالدعوة إلى الإصلاح، وجعله هدف دعوته، وكان رائده الإخلاص في القول والعمل، وقد سخر لذلك لسانه وقلمه بجانب قوة ابن سعود وسيفه الذي تبنى هذه الحركة الإصلاحية ودعمها، لقد كانت مدرسة الإمام أحمد بن حنبل هي التي رفع لواءها الشيخ، وجعلها أساسا فكريا للإصلاح، وربما تكون هذه المدرسة أكثر المدارس بساطة وقربا من قلوب السكان، الذين يعيش معظمهم في جهل مطبق، مماثل للجهل الذي كان سائدا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، غير أن هؤلاء السكان لم يكونوا أقل انفتاحا من ذي قبل أمام تأثير دين بسيط ميسر، يثبت كل يوم وعن طريق الوسائل المادية أنه يعمل بصفته قوة مؤثرة وحافزة.
    هذه بعض تلك الشهادات وغيرها كثير
    لكن زمرة المبطلين وأصحاب الخصومات الفاجرة على الدعوة وأتباعها لازالوا يجددون من باطلهم ما بلي ومن شبهاتهم ما نُسي ، ولا غرابة في ذلك فلا جديد في شبهاتهم ولا جديد في ردها ،ومن جهل شيئاً من ذلك فلقصوره في قراءة ما كتب في ذلك من الطرفين
    وقد جمع أهمها ولخص أهم أجوبتها الشيخ الدكتور عبدالعزيز ال عبداللطيف في كتابه البديع (دعاوى المناوئين) فدونك ذلك الكتاب فهو مع اختصاره أهم من لخص الكلام في هذا الباب
    فليس جديداً أن يخرج مثل المبتدع الضال أحمد الكبيسي الذي قد جمع البدع من أطرافها وسولت له نفسه الأمارة بالسوء والبدعة أن يثير زوبعة كعادته السنوية على دعوة الشيخ رحمه الله ويتهمها بأقذع الأوصاف وبماهوا أولى به من الشيخ ودعوته
    ولمن يجهل حقيقة هذا الشيخ الضال الكبيسي ،فهو معتزلي المعتقد مع ملعقتين رفض مع كثير من التسوّل والاسترزاق
    فخرجت لنا هذه الخلطة المسماه بالكبيسي
    وماذا عساه أن يقول عن الإمام محمد بن عبدالوهاب وقد سلط لسانه القصير عن كل فضيلة والطويل في كل رذيلة ،سلطه على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وخص معاوية رضي الله عنه بمزيد من الهجاء الذي يعبر عن حقيقة نفسه أصدق تعبير
    كل ذلك ليخطب ود الرافضة ويتملقهم

    ردحذف
  31. فسبحان الله كيف تبدأ البدعة شبراً وتنتهي ميلاً
    فقد كانت بداية ضلاله في مسائل كلامية ثم لم يلبث أن تجلبب بالرفض وأتزر بالزور
    كل ذلك لا أعجب منه عندما يصدر من ذلك المبتدع الخرف الذي أبا إلا أن يستمر في غيه و يطيل لنفسه في هواها الذي هو هوى الرافضة المجوس
    لكن الذي شد انتباهي القاسم المشترك بينه وبين حاتم العوني الذي رفع عقيرته قبله بيوم ،ليخرج من طحاله ما يوافق فيه الكبيسي حذوا الحافر بالحافر والضلف بالضلف حتى كأنما صنعاه في محماة واحدة ، فهما يريدان أن يجعلا الفكر الداعشي امتداداً طبيعياً لفكر الشيخ ودعوته وأتباعها ،فتذكرت قول الله تعالى(أتواصوا به بل هم قوم طاغون)
    هذا هو التفسير الطبيعي لهذا التوافق الذي يشبه الاتفاق
    لقد اجتمع شيطانهما وكان هواهما فارسياً فأمليا فجوراً واحداً وتقيئا حقداً واحداً
    وإذا قلت لهما أين التشابه بين دعوة المجدد والأسن الداعشي؟
    قالوا:هذه نصوص أئمة الدعوة هي سلاح الدواعش وهذه أصولهم أصولهم
    فأقول :الحمدلله الذي عرى جهلكم وفضح فهمكم
    فهذه جميع الفرق الضالة من أول التاريخ الإسلامي إلى اليوم يستدلون بنصوص الكتاب والسنة ويستطيلون بها على أهل السنة فهل كان ذلك ليجعلنا ندين هذين المصدرين العظيمين!!؟؟
    وإن قلتم لقد أخذوا التكفير من هذه المدرسة التي ما فتئت تكفر كل من خالفها
    فأقول هذا كذب منقوض
    فأما كونه كذباً فهذا تاريخ الدعوة في رسائلها لم يكفروا واحداً قط لأنه خالفهم ، وإنما يجتهدون كما يجتهد غيرهم من أئمة أهل السنة في تقرير الأصول من الكتاب والسنة ثم يجتهدون في الدعوة إليها
    فمن خالفهم في أمر اجتهادي فلن تجد لهم حرفاً في تكفيره
    وأما من يرونه قد ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام فهم يكفرون جنسه
    فإن قامت عليه الحجة بعينه ورأوه كابر وعاند في قطعيات الدين كمن يعبد المشاهد والقبور مع الله تعالى ،فربما اجتهد أحد العماء في الحكم عليه وتكفيره ، وهذا أمر سائغ قد فعله كبار الأئمة ،كما كفر الشافعي حفص الفرد وكفر محمد بن الحسن بشر المريسي وغير ذلك من صور تحقيق المناط ، فمن عيّر الشيخ أو أئمة الدعوة بذلك ،لزمه أن يعير الشافعي ومحمد بن الحسن وغيرهما كثير من أئمة السلف
    ورما لا يتورع الكبيسي عن ذلك ، وأجل العوني عنه
    وأما نقض هذه التهمة فإنك لا تجد مدرسة علمية في تاريخ المذاهب والمدارس الإسلامية بمختلف ألوانها وأشكالها أقل تكفيراً من المدرسة السلفية في ماضيها وحاضرها
    فلوا ذهبنا نبحث عن التكفير عند الرافضة الذين يخفض لهم الكبيسي والعوني جناحهما من الذل واللطف حتى يلاصق الأرض ،وإذا سمعا فيهم قولا شديداً انتفضا وأرعدا وأزبدا حتى كأنما نيل من أصحاب رسول الله
    فما هو وضع التكفير عند الرافضة!؟
    هل يعلم الشيخان أن التكفير عند الرافضة يبدأ بأول شخصية في الإسلام بعد رسول الله-أبو بكر الصديق-وفي طريقهم يأخذون بقية العشرة خلا علياً
    ثم لا يزايلون طبقة الصحابة إلا وقد حكموا لهم بالكفر جملة وتفصيلاً ،الأخيَر في الأخير حتى لا يبقون إلا سبعة أو قريباً منهم
    ثم هم كذلك مع كل من ليس رافضياً حكمه الكفر حتى يصلوا إلى آخر مسلم يولد قبيل الساعة
    فلوا جمعتم ما في الأرض من تكفير ما بلغ مد الرافضة ولا نصيفة
    وهل علم الشيخان عن التكفير عند المعتزلة الذين تشرب حبهم ومذهبهم الكبيسي حتى النخاغ
    فلعله لا يجهل وإن جهل العوني ، أن أئمة من المعتزلة كفرت بعض الصحابة وأسقطت عدالتهم ،وكفرت الأئمة ، ولما تسلطت العتزلة في عهد المأمون ساموا أمة الإسلام وأئمتها سوء العذاب
    حتى استحلوا دماءهم وابدانهم ،وكان ابن ابي دؤاد. دوءاد يقول للمعتصم اقتل أحمد بن حنبل فقد كفر ودمه في رقبتي

    ردحذف
  32. فهل وجدت لأهل السنة كهذا الصنيع وهذا التكفير عند المعتزلة
    هذا على الصعيد العملى التطبيقي الذي ما رسه المعتزلة ،أما تنظيرهم للتكفير في كتبهم فأمر مهول ، فقد كفر كثير من أئمتهم من لا يقول بالأصول الخمسة حتى ولو قال ببعضها
    ،مع أنها أصولاً بدعية لا يشهد لها عقل ولا نقل ، ومع ذلك امتحنوا بها المسلمين وساموهم بها الهوان ، حتى وصل أذاهم لأسارى المسلمين عند الروم ،فلا يفادونهم حتى يبتلونهم في دينهم ،ويرضخونهم لبدعهم الكلامية الفاسدة
    وما كلام الكبيسي عن الشيخ وجعله صنيعة يهودية إلا امتداداً طبيعياً للمدرسة الاعتزالية
    فهل تجد في تا يخ السلفية عشر معشار ذلك!؟
    وكأني ببعضهم يعارض بكلام فلان في الدرر السنية
    أو حادثة حصلت في الدرعية أو الدوادمي أو أو أو
    فأقول أنا أتكلم عن أئمتكم ودولتكم ومراجعكم ، وليس عن سقطات وجدتها في تاريخكم
    ثم لي عودة إلى الكلام عن الدرر السنية بإذن الله
    وإن ذهبت تبحث عن تكفير المخالفين والخصوم عند الأشاعرة والصوفية بحلفهم التاريخي المشهور ،فستجد أنهم قد أغرقوا فيه حتى تقول هل هذا الكلام في تكفير المسلمين المخالفين للأشاعرة ،هل وقف عليه مثل الكبيسي والعوني وأضرابهما !؟ أم أنهم قد عجزوا عن الولوج إليه في مظانه!؟
    هل علما أن من أئمة الأشاعرة المتأخرين من جعل القول بظواهر القرآن والسنة من أصول الكفر ، كما يقرره الصاوي في حاشيته على الجلالين!؟
    هل علما أن من أئمة الأشاعرة من جعل أصل التكفير عنده ،أن من كفرنا كفرناه
    فأين هذا ممن جعل أصله أن من كفره الله ورسوله كفرناه!؟
    هل وقف العوني والكبيسي وأضرابهما على تكفير أئمة من الأشاعرة لشيخ الإسلام ابن تيمية في عصره وبعد عصره
    بل أبلغ من ذلك أنه كفر من وصف ابن تيمية بشيخ الإسلام ،كما فعل علاء الدين البخاري
    فهل ستجد لهذا شبيهاً في المدرسة السلفية!؟
    والكلام عن تكفير بعض الأشاعرة لمخالفيهم يفوق الحصر
    أما الإباضية الذين يغازلهم الكبيسي ،فلن أتكلم عن التكفير عندهم ، إذ هو أصل دينهم ولو ذهب التكفير من مذهبهم لم يبق لهم دين ، فهم ورثة ابن ملجم ونافع بن الأزرق والراسبي وعامة الحرورية ،فلا تعليق على التكفير عندهم
    فهل يقول عاقل بعد ذلك أن دعوة الشيخ كفرت المسلمين وفرقت شملهم!؟
    سبحانك هذا بهتان عظيم
    أما كون داعش تنتحل دعوة الشيخ وتنتسب لأفكارها وتعظم أئمتها
    فأقول :قد انتحل أكفر الطوائف وأخبثها وهم الرافضة !!!!علي بن أبي طالب رضي الله عنه فكان ماذا!؟
    وما مثل دعوة الشيخ المجدد رحمه الله إلا كما قال علي رضي الله عنه (يهلك في طائفتان)
    فقد هلك في دعوة الشيخ طائفتان
    كل واحدة منهما تنتحل هذه الدعوة وتزعم أولويتها بها ، وتعتني بموروثها وتطبع رسائلها وتشرح متونها

    ردحذف
  33. مع أن بينهم بعد المشرقين في ظاهرهما
    وهما الدواعش والجامية
    ويطهر الله الدعوة منهما
    كما طهر علياً عن الرافضة ورجسها
    ثم أقول أي ذنب للشيخ ودعوته إذا أصل من الكتاب والسنة ثم خرج من حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام من الدواعش والجامية من يطبق هذه الأصول الصحيحة في ذاتها كما يطبق الرافضة قول الله تعالى(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)فيجعلها دليلاً قاطعاً على عصمة آل البيت
    وكما يطبق المعتزلة قوله تعالى (الله خالق كل شيئ) فيجعلون منه دليلاً قاطعاً على خلق القرآن
    وكما يطبق الخوارج قوله تعالى( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً) فيجعلون منها دليلاً قاطعاً على أن صاحب الكبيرة خالد مخلد في النار
    وكما يطبق الصوفية قوله تعالى( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) فيجعلونه دليلاً على زندقتهم وقولهم أن الولي إذا بلغ اليقين رفعت عنه التكاليف
    وكما طبق الأشاعرة قوله تعالى(بما كسبت أيديكم) فجعلوه دليلاً على قولهم بالكسب الذي لا ولم ولن يفهمه أحد من البشر حتى الأشاعرة أنفسهم
    وغير ذلك عشرات بل مئات الآيات التي لا يشك مسلم في قطعيتها في الثبوت والصدق والحق ،ثم لا يشك أنها قد وضعت في غير موضعها
    فهل كان ذلك ليجعلك تدين القرآن كم أدنت أصول الشيخ الصحيحة التي طبقتها طائفتان بدعيتان ، كما طبقت الفرق البدعية السالفة لآيات الله تعالى
    وأما تلبيسكم على الناس وقولكم إن الجرأة على الدماء عند الدواعش إنما أخذوها من تاريخ دعوة محمد بن عبدالوهاب الدموي ،الذي كان فيه يتبجح بقتل المسلمين
    فأقول :لو ذات خمار لطمتني
    فمن المتحدث عن القتل للمخالفين!؟
    هل هم أحبابكم الرافضة أحفاد ابن العلقمي الذي دبر لإبادة اكثر من مليون من أهل بغداد ، وأصحاب فرقة الحشاشين الذين طالوا كل نفس نفيسة من أهل السنة
    وأصحاب الأيادي السوداء في الغزو على أفغانستان والعراق ، وأصحاب فرق الموت التي صفت آلاف العلماء العراقيين وذبح أهل السنة على الهوية ،فالذبح الداعشي أشبه بالذبح المجوسي الرافضي منه بجهاد السلفيين الشريف الذي لا تجد لهم فيه حرفاً ولا موقفاً لذبح المخالف على هو يته واسمه ، ألا يستحي من يتهم دعوة الشيخ بهذه الفرية وهو يبصر مواقع السواطير الرافضية في الأطفال قبل غيرهم!!؟؟
    أم هل يتكلم عن القتل عند الدعوة السلفية ، الإباضية الخوارج الذين يتبجحون بقتلهم لعلي رضي الله عنه ، فأولهم££££ قتلة و

    ردحذف
  34. آخرهم فجرة في خصومتهم ، ولولا أن الله خضد شوكتهم لرأيت منهم دعشنة لا نظير لها
    أخي القارئ لهذ الفرية على الدعوة ، هل أسمعوك ما فعله الجيش المصري العثماني حينما حاصر الدرعية سبعة أشهر أباد فيها الأخضر واليابس ، وقتل الصغار والكبار وبعثر من في القبور ، هل أخبروك أنهم استحلوا من أهل الدرعية كل ما ما حرمه الله وحلله الشيطان ، حتى لو جمعت جميع من قتل في جهاد الدعوة فلن يوازوا من جُزِر من أهل الدرعية في تلك العادية عليهم من الجيش الفاجر الغادر الذي اصطحب معه النصاري والقبورية وكل موتور من دعوة التوحيد ليشف غليله من الدعوة وأهلها
    لقد قتلوا من أمراء آل سعود في تلك المجزرة قرابة أربعين أمير وهم يرابطون على الحصون ، فما بالك بمن قُتل من عامة الناس!!؟؟
    هل بلغك أنهم أخذوا أعلم أهل نجد بل أهل الجزير الشيخ الإمام سليمان بن عبدالله حفيد الشيخ محمد ، فأتوا به على أعين الناس ومسمع أبيه المسن العابد الصالح ، فأطلقوا عليه البنادق دفعة واحدة حتى جعلوه أشلاء متناثرة ، فقل بربك أيهم أشبه بقتل ادوعش!!! وطريقتها !!؟؟
    هل بلغك أخي أن الدعوة أتت على مجتمع متوحش لا يأمن فيه الراكب على نفسه بضعة أميال ، فخضدت الدعوة أيد السراق حتى أصبح الراكب يسير من بغداد إلى مكة لا يخاف إلا الله ،- فيتباكون على تلك العصابات -فأين هذا في عهد طواغيت الرافضة أو الصوفية الذين كانت حكوماتهم أكبر إرهاب على الآمنين ، وإني والله وبالله وتالله أقولها شهادة لله أن دعوة الشيخ وما صاحبها من نصر سعودي لمفخرة لأهل السنة أبد الدهر ، ولولا ذلك ما حرص على الإطاحة بها كل عدو للإسلام والمسلمين حتى أسقطوها بجيشهم الذي سيروه بأنواع من الكفر والفجور لا نظير له
    لقد كانت الدعوة تجاهد من يعترض دعوتها لتبلّغ دين الله إلى الناس الذين استعبدهم شيوخ السؤ وأمراء الجور ، فأرادوا أن يبقوا رعاياهم تحت عبوديتهم وأرادت الدعوة أن تخرجهم إلى عبادة الله تعالى ، وكانت تجاهد كذلك لدفع عادية أعدئها عليها ،فهل تلام على ذلك !؟
    ومع كل جهادها الذي جاهدته فقد كانوا بشراً يحصل منهم ما يحصل من البشر ، لكن والله لا تجد لهم من التجاوزات عشر معشار ما يفعله غيرهم من الفجرة القتلة في أيام
    فهل علم ذلك الكبيسي والعواني وأضرابهما ممن أُشرب قلبه حب إسقاط هذه الدعوة المباركة من خلال إسقاط أو التشكيك في رموزها أحياء وأمواتاً!؟
    أخي القارئ ادعوك للبحث في كتابات الكبيسي والعوني ، هل ستجد فيها توصيفاً لما كانت عليه الجزيرة العربية قبيل الدعوة المباركة
    لن يخبروك أن من الناس من كان يعبد غير الله جهاراً نهاراً كما يفعل الرافضة والصوفية اليوم في أماكن نفوذهم
    لن يخبروك أن الصحابة كانوا يُلعنون على بعض منابر الحرمين في القرن الحادي عشر قُبيل دعوة الشيخ ،حينما كانت الزيدية المطورة تحكم الحرمين لمدد طويلة
    لن يخبروك عن اندثار حكم الله في تلك الحكومات المتعاقبة على جزيرة العرب قبيل الدعوة إلا بقايا شكلية
    سلوهم عن المجازر التي كانت تحدث بين بيوت الأشراف في الحجاز عند كل انقلاب لأحدهم على الآخر وما يتبع ذلك من مجازر في القبائل والعوائل التي كانت مع المغلوب
    ،التي لو بقيت إلى اليوم لأتت على كثير ممن يتبجح بتجريم الدعوة التي حفظت له دمه ودينه وأهله وماله

    ردحذف
  35. سلوهم عن الحملة العثمانية المصرية التي أتت للقضاء على الدعوة ،ماذا فعلت وماذا كانت تحمل من شعارات ورايات ، لن يخبروكم بالصلبان التي كانوا يحملونها ، ولن يخبروكم بالقيادات النصرانية التي كانت تصاحب تلك الحملة ،ولن يخبروكم بما فعلوه في الأعراض والدماء والأموال
    وسلوهم عن خصوم الدعوة الذين حاولوا اغتيال الشيخ محمد رحمه عدة مرات ، ونجاه الله منها ، وعن إعدامهم لبعض أئمة تلك الدعوة مثل الشيخ سليمان بن عبدالله ، وعن اغتيال بعض أمراء تلك الدعوة كما فعلوا بأميرها الصالح العابد العالم الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود الذي اغتالته أيد الغدر والخيانة الرافضية القبورية ، اغتالته وهو يقيم صلاته في محرابه ، وسلوهم ماذا فعل خصوم الدعوة بأمراء الدعوة الذين أعطوهم العهد والميثاق في حصار الدرعية ،ثم غدرهم بهم وإرسالهم إلا مصر ثم إلى تركيا في حالة من الإذلال والهوان ،ثم قتلهم بعد ذلك ،
    لن يخبروكم بشيئ من ذلك ، لقد أشغلهم حقدهم على الدعوة وتجريمها عن كل ذلك
    سلوهم سلوهم سلوهم إن كانوا ينطقون .
    لقد تناقلت المعرفات الداعشية هذه الشهادة الجائرة من الكبيسي والعوني وأشباههما عن ربط داعش بالدعوة ورأوها شهادة لهم ، وقالوا هذه شهادة القوم على أننا الامتداد الطبيعي لعقيدة الدعوة السلفية ، فكانت شهادات الزور تلك تقوية لداعش ولم تضعف الدعوة ولله الحمد-وهو مقصودهما-
    فأين المدعشن للشباب !؟
    لقد ساهمت تلك الشاهدات المزورة في إقناع الشباب أن داعش هي الوارث الطبيعي للدعوة السلفية ، وكذبوا والله جميعاً ، فما نصيب داعش من دعوة الشيخ إلا كنصيب الرافضة من كتاب الله .
    أما شبهتهم المزعومة بأن كتاب الدرر السنية هو المصدر الأساس للدواعش وغيرهم من التكفيريين ،ثم ينقلون بعض النقولات من الدرر فيها تكفير ودعوة للقتل والقتال لبعض أحياء ومناطق الجزيرة
    فأقولا جواباً عن هذه الفرية التي اجتمع عليها زمرة الناقمين على الدعوة مع الدواعش ،فهم يقولون ما سبق والدواعش يأتون بتلك النقولات ليغطوا بها إجرامهم واستحلالهم للدماء المعصومة ،بحجة أن هذا هو منهج إئمة الدعوة وهذه فتاواهم وأقوالهم وأفعالهم ،
    وأتباع الدعوة وكل منصف ينكر على الطائفتين ذلك ،
    وأقول :إن كتاب الدرر السنية مجمع رسائل وفتاوى وردود أئمة الدعوةوبعض أخبارهم ، ويمكن تقسيمها إلى قسمين ،فقسم منها هو رسائل تقرر عقيدتهم وتحرر أصولهم وتبني منهجهم ويستدلون عليها وينظرون لها ،فهم في هذا القسم على ثلاث حالات ،فإما أن يؤصلوا أصلاً سلفياً لا خلاف عليه بين أهل السنة ،فهم فيه كبقية أئمة السنة ،مثل تحريم صرف شيئ من العبادة لغير الله وجعل ذلك من الشرك الأكبر ، وإما أن يقرروا أصلاً وقع فيه خلاف ،وقولهم الذي اختاروه ونصروه أرجح دليلاً وأصح استدلالاً مثل تحريمهم دعاء الله بجاه أحد من البشر وجعلهم ذلك من البدع المحدثة المحرمة ، وإما أن يقرروا أصلاً وقع فيه الخلاف ويكون قول غيرهم أرجح ، ولا تجد لهم من هذا النوع شيئاً اتفقوا عليه بل تجد الخلاف بين أئمة الدعوة أنفسهم ،فمنهم أن أخذ بهذا ومنهم من أخذ بالقول الآخر ،وتبقى هذه المسألة في دائرة الخلاف السائغ ،فهذا القسم من الدرر السنية لا مستمسك فيه لأحد إلا صاحب بدعة من مرجئة أو صوفية قبورية أو رافضة عباد الأئمة فلا عبرة بكلامهم ،وهذا القسم هو الذي جرى على طريقة الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد ونحوها من الرسائل التقريرية المحررة بدلائل الكتاب والسنة
    أما القسم الثاني من الدرر السنية فهو الردود والفتاوى والنوازل المعينة التي وقعت لهم ،فهذا القسم بعضه من القسم الأول وعلى طريقته ومنواله ، وبعضه الآخر هو الذي شغب به العوني وحزبه واستدل به الدواعش ، فتقاربت في ذلك أفهامهم وتباينت أغراضهم ، وأقول إن هذا القسم قد دخلته الخصومات من الطرفين-أئمة الدعوة وخصومهم-وقد بلي أئمة الدعوة بأقذر وأقذع خصوم ،ولو أنصفهم العوني وأمثاله لأتوك بالقول وقول الخصوم ،وكيف كان خصومهم أشد تكفيراً وتبديعاً وتشف بقتلهم وتقتيلهم ،وكيف كان خصومهم يكيدون لهم ويكتبون ويكاتبون كل من ظنوا عندهم أمل في قتال أهل هذه الدعوة واستئصالهم ،فحالفوا لذلك الرافضة والنصارى والقبورية ،وسعوا في ذلك وله ،وأوقعوا بأهل هذه الدعوة عدة مرات ،ولم يزالوا يسعون لذلك حتى أدركوا

    ردحذف
  36. طلبتهم على يد الجيش المصري الذي تجيش فيه كل حاقد على هذه الدعوة ،فهل يلامون على الدفع عن أنفسهم بالسنان وبالقلم واللسان ،مع خصوم هم أفجر خصوم وأخبثهم ،ولو نقل لك ما كتبه كل طرف لعلمت أن جانب أئمة الدعوة مع ما في بعضه من شدة ومبالغة أحياناً وربما تجاوز للحد الشرعي من بعضهم في بعض أقوالهم أو توصيفاته ، لتبين لك أنهم الأرفق والأرحم وخصمهم الأظلم والأشد كلباً خصومة ، فأين الإنصاف أيها العوني ، وقد وقعت الخصومة بين الصحابة وهم أطهر الخلق ،فوقع من بعضهم على بعض ما قد علمتموه ،ولم يكن ذلك ليجعل منهم عند الأئمة ومن بعدهم مادة للتشويه والتسفيه ،أو للحتجاج على فعل مثلما فعلوا، بل جعلوها من مسائل الخصومات التي تطوى ولا تروى ، ولم يبنوا عليها أصلاً ولا فرعاً ، ولعل أوضح مثال على هذا النوع من الخصومات مقولة عمار بن ياسر رضي الله عنه عن عثمان رضي الله عنه في معركة صفين ، التي انتهره عليها علي وغيره من الصحابة ، ثم لم تتجاوز تلك الكلمة محلها

    ردحذف
  37. ومن يقرأ تاريخ الدعوة وما مرت به من محاولات مستميتة لاستئصالها واقتلاعها من جذورها وما بذل في ذلك من خصومهم الفجرة ، لم يعجب مما بذله أئمة الدعوة لبقاء دعوتهم التي لم تتجاوز الكتاب والسنة
    ووجه آخر في معرفة وجه تلك النقولات المستشنعة من الدرر السنية ، أن الناقم عليها ينقلها وكأنها حدثت في أحد الفنادق ، وليست نازلة في واقع معين ،يلزم المنصف أن ينقل تفاصيل الحادثة ،وسبب تلك الفتوى ،فإن بعضها حدث قبل قرنين من الزمان أو أكثر أو أقل ،فإذا عجزت عن نقل مااكتنف تلك الفتوى من أحداث ،فلا تعدوا أن تكون تلك الفتوى تاريخاً أكثر من كونها مادة علمية تؤصل بها الأصول ، خصوصاً إذا خالفت ما قرروه في كتبهم التأصيلية التي لم تتأثر بواقع معين ،
    وسأذكر مثالاً على ذلك ليتبين لك أخي أثر التضليل التاريخي ، فإن بعض هذه النقول التي يشنع بها على الدعوة كانت في دخول الجيش المصري إلى الجزيرة ثم إلى نجد ومحاصرة الدرعية
    فيأتيك من يضلل على تلك الحادثة ويصورها على أنها حملة اعتيادية ارسلتها الخلافة لقمع التمرد الوهابي في نجد ، ثم يأتيك بتلك النقولات التي فيها تكفير لتلك الحملة ومن عاونهم ووووو إلى آخر تلك النقولات ، فإذا علمت حقيقة تلك الحملة وما كانت تحمله من شعارات كفرية ومن صلبان يحملها من شارك فيها من النصارى الذين كانوا هم العقول المدبرة لتلك الحملة ،وما استحلته من أعراض ودماء وما هدمت من معالم الدين وما أقامته من شعائر الشرك والمنكرات وما أماتت من فرائض الدين إلى غير ذلك من العظائم التي جرها ذلك الجيش الذي فاق في فجوره جيوش اليهود والنصارى ، إذا عرفت ذلك كله وزيادة ،عرفت الجو التي خرجت فيه تلك الفتاوى ، فعند ذلك إن لم تقل بها فلن تستنكرها ،
    فلا تعجل أخي على الحكم حتى تعرف الجو الذي صدرت فيه ، ولا تأخذنك عصبية الآباء والأجداد ،فتخرج المسألة من الدين إلى الدنيا ، ومن البحث إلى التعيير والتشفي
    ثم أقول إن دليل كون هذه النقولات لا تمثل تأصيلاً لمنهج الدعوة ،وإنما يمثله عندهم القسم الأول من كتابات الشيخ والأئمة من بعده ،أنك لا تجد هذا التخريج على تلك النقولات عند علماء الدعوة اليوم وقبله ، وإنما انفرد بذلك الدواعش وأمثالهم ممن قل علمه وكثر جهله
    فإن قلتم :فما الحل في تلك النقولات ،فأقول لم تشكل تلك النقولات أي خطر على المنهج السلفي ولله الحمد ،فهي وثائق تاريخية لحقبة زمنية ،وهي اجتهادات علماء أفذاذ في نوازل نزلت بهم ،لو نزل بنا مثلها ربما توصنا لنفس النتيجة أو قريباً منها ، وليست للتقعيد والتأصيل ،وليس هناك أقدر على إبطال شبه الخوارج والتكفيريين الدواعش من أتباع تلك المدرسة ، لصحة أصولهم ومعرفة مكامن الخلل في تطبيق الجهلة لتلك الأصول ، كعلماء التفسير هم أقدر الناس على إبطال استدلالات المبطلين على باطلهم بآيات القرآن الكريم ،وليس كما يزعمه العوني من عجز علماء الدعوة وأتباعها عن الرد لاشتراكهم في نفس الأصول ، بل هم الأقدر والأجدر برد عاديتهم بالسنان وباللسان ، وليس الحل التحلل من الأصول السلفية وانتحال جوانب من الإرجاء والعبث العلمي الذي يمارسه العوني وأمثاله ، ليسقط أصول هذه الدعة السلفية بزعمه الرد على الفكر التكفيري ، ولو صدق لبحث له في كتب بلدييه من صوفية الحجاز الذي كانوا يكفرون أئمة الدعوة زرافات ووحداناً

    ردحذف
  38. ومن يقرأ ما يكتبه العوني في نقده لدعوة الشيخ ومدرسته السلفية يجد الكيل بمكيالين ، فبينما تجد رحمته وشفقته على الرافضة وتلطفه بهم حتى يدفع في صدر كل من يلمزهم بالمجوسية التي هي أساس دينهم ، ويتلمس لهم أبرد التأويلات حتى وصل به الحال إلى تمحل احتمال التأويل لما تقيئ به الفاجر الخبيث ياسر الخبيث ، تجده يتشنج في كتاباته عن الدعوة حتى كأنه يتميز من الغيض ، وقد كنت والله أجد هذا في نفَسه من سنوات لكنا لم نعجل عليه حتى بدت البغضاء من فمه وما يخفي صدره أكبر ، فنكل سرسرته إلى الله ، ونأخذه بما قال وكتب
    هذا ما يتعلق بجواب هذه الشبهة باختصار
    ولا يفوني أن أقول إن كتاب الدرر السنية من أنفع الكتب للعالم وأضرها للمبتدئ حاله في ذلك حال المحلى لابن حزم رحمه الله
    وقديماً قيل طعام الكبار داء للصغار
    وأخيراً أقول:
    إن موضة الدعشنة للمخالف التي ينتحلها الكبيسي والعوني وأشباههما لتوحي إلينا بأمور خفية الله أعلم بها
    لكن من أبدا لنا قرنه كسرناه ،ومن شوّك لنا ملمسه خضدناه ، ولا يزال في أهل السنة من يرد عاديتكم ويكسر قناتكم وإن بني عمك فيهم رماح
    وأقول للكبيسي والعوني وأضرابهما الخارجين من ضئضئ النبهاني وابن فيروز : اشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
    وقد بقي بعض الشبهات التي يشغب بها على هذه الدعوة المباركة ، فمنها ما يتعلقون به من الخروج على الدولة العثمانية وغير ذلك من الشبهات فلها جواب مفصل في مقال مستقل، سأتكلم عنها لا حقاً بإذن الله
    اللهم اغفر للشيخ الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب وارفع درجته في المهديين وجميع أئمة هذه الدعوة المباركة وجميع المسلمين ، وبارك لنا في علمائنا وانفعنا بعلومهم وفهومهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين.

    ردحذف