الاثنين، 29 يونيو 2009

الدفاع عن عمر البشير!

قد اتفهم موقف الحكومات العربية وبعض حكومات الدول الإسلامية في دعم الرئيس السوداني عمر البشير، فالطيور على أشكالها تقع.. ولكن حتى الآن لم أفهم لماذا يتم الاستماتة في الدفاع عنه من قبل بعض الجماعات هنا في الكويت!
الدفاع عن عمر البشير هو دفاع عن الديكتاتورية والاستبداد وحكام جور جاءوا الى السلطة بالانقلابات العسكرية..
قبل أيام وضعت مجلة باراد العالمية الرئيس السوداني في المرتبة الثانية في قائمة اسوء عشرين ديكتاتوراً لعام 2009، متراجعاً فقط عن الرئيس الزمبابوي روبرت موغابي! وقبلها بأيام صدر تفويضاً اممياً بالقبض على عمر البشير بسبب الجرائم المنتهكة في دارفور!
نعم، محكمة الجنايات الدولية تقيس الأمور بازدواجية، وهي مسيسة في كثير من قراراتها، وخاضعة لإرادة القوى الكبرى، إلا ان هذا لا يعني نسيان ان البشير جاء الى السلطة بانقلاب عسكري قضى فيه على تجربة ديمقراطية واعدة، جاءت بعد تجربة مريرة من حكم العسكر والديكتاتوريين..
وعمر البشير هذا أيضا انقلب على مرشده الروحي والحركي الذي شرع له الانقلاب العسكري، وصار يعتقله بين الحين والآخر، فهو لم يكن إلا عنصرا صغيراً في تنظيم حسن الترابي الذي قاد الانقلاب باسم الإسلام على حكم جاء بإرادة الأمة والناس.
وعمر البشير هذا مهما حاولنا التخفيف من جرائمه، فهو السند الأساسي لعصابات الجانجويد التي تقتل وتغتصب وتشرد الأبرياء في دارفور بسبب نزاعات قبلية وتعصبات جاهلية!
حينما قادت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً لإسقاط صدام في العراق، كنّا جميعاً في خندق القضاء على الطاغية ولو كان بأيدي اميركية وباحتلال عسكري.. فالديكتاتورية والقمع هي أسوء بكثير من آثار العدوان.
في تلك الأيام، كان الجميع غير مقتنع بالحجج الأميركية بامتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل، وهو مبرر اتخذ لإسقاط صدام.. ومع ذلك كنا على استعداد لغلق العين التي تراقب محاججات الاميركان مع حلفاءهم غير المقتنعين بالمسوغات الاميركية، ونفتح عيننا الأخرى باتجاه القضاء على الطاغية..
وحينما كان يذهب بعض السياسيين والفنانين والمثقفين العرب الى العراق تضامناً ضد الغزو والاحتلال، كنا نستهجن ذلك ونعتبره إسناد للدكتاتور وإعطاء شرعية لجرائمه بحق الشعب العراقي وبحق شعوب المنطقة.
اليوم التهديد الحقيقي للسودان ليس فقط المطامع الغربية في هذا البلد المهم استراتيجياً، بل بهيمنة الدكتاتورية والاستبداد على رقاب الشعب السوداني.. ومع خطورة التدخل الأجنبي في الشأن السوداني، إلا ان آثاره ستكون أقل خطراً من استمرار عمر البشير في حكم السودان بهذه الطريقة من الاستبداد والقمع ودعم المليشيات المجرمة.
وللأسف فان البعض يتخذ في دفاعاته مبررات حزبية او حسابات سياسية او مصالح ضيقة يساق لها كل الترهات والأكاذيب، وهي حجج واهية لا يمكن ان يصدقها كل من تابع الحكم السوداني منذ الانقلاب العسكري على الصادق المهدي في عام 1989.
الشعب السوداني يستحق حكاماً أفضل من هؤلاء الطغاة، وترك الأمر لإرادة الناس لا يمكن تحقيقه إلا بإزاحة البشير عن الحكم، وليكن ذلك بإرادة دولية كما حصل مع الطاغية صدام.

هناك تعليق واحد:

  1. الشعب السوداني يعاني منذ القدم وإلى الآن ..
    شعب لا أعرف تشخيصه رغم قراءة الكثير من التقارير عنه إلا إنهم شعب كالقنبلة الموقوتة قد يحدث حالة من الإنفجار في أي لحظة من اللحظات ..

    ردحذف